اختناق شوارع القاهرة اصبح شيئا لا يطاق فلا انت تستطيع ان تمشي فيها علي قدميك ولا انت قادر علي ان تسير فيها بسيارتك فالمسافة التي لا يزيد مقدارها علي 3 كيلو مترات بين فم الخليج مثلا مخترقا شارع قصر العيني وحتي ميدان رمسيس يمكنك ان تقضي فيها ما يقارب الساعتين بالتمام والكمال. كنا نعتقد ان مترو الانفاق سيحل المشكلة بالكامل حيث ينقل الحركة من وسط القاهرة فوق الارض الي حركة كاملة تسحب معها الزحام تحت الارض ولكن مع الأسف ومع سوء حالة المترو وفقدانه لحيويته فقد أهم ميزات انشائه بعد ان عزف الالاف امثالي عن ركوبه تاركين سياراتهم عند المحطات ليعودوا لها بعد قضاء مصالحهم. العيب ليس في مترو الانفاق فهذا النوع من المواصلات السهلة الرخيصة المحترمة في كل دول العالم هو وسيلة النقل الرئيسية ولكنه في تلك الدول يتمتع بالاحترام والقدرة الفائقة علي ادارته بنجاح يسهل ركوب الجماهير واستخدامه في تنقلاتهم ولكن العيب في اننا لم نساعد المترو علي اداء رسالته واغراء الناس بركوبه. أول العيوب هي ان الدولة لم تكلف خاطرها بانشاء جراجات علي جانبي محطات المترو علي طول خطوطه الاول والثاني ونرجو ان تتداركها في الخط الثالث قد يقول قائل الدولة ليس لديها تمويل وهذا مردود عليه ان الامر يمكن حله عن طريق طرح التنفيذ علي رجال الاعمال او باستخدام نظام المشاركة او الامتياز عندما اجد مكانا آمنا لسيارتي وفي حماية كاملة بلا عبث وتحت اشراف كامل للمحليات فهذا اول الحلول لجذب الناس للمترو. وثاني العيوب هو التقاطر ومدته بين المترو والذي يليه وهذه النقطة تجعل الناس تشعر ان هناك تزاحما يجعلها تهرب من المترو وتفضل قضاء مصالحها باستخدام سياراتها ورغم ان مسئولي المترو دائما ما يؤكدون ان التقاطر لا يزيد علي 3 أو 4 دقائق الا ان هذا الامر في الواقع وفي الكثير من الايام لا يتحقق. لو اصلحنا حال المترو واوجدنا اماكن جيدة لجراج السيارات فقد نساهم في حل مشكلة تزاحم شوارع القاهرة المختنقة والحقيقة اذا كنا نستعد من الآن لفتح المرحلة الثالثة والانتهاء منها فاننا يجب ان نستعد لها بحملة دعائية كاملة ونشر الوعي بين المواطنين لاستخدام تلك الوسيلة الناجحة وكل التحية للرئيس مبارك الذي عقد اجتماعا موسعا لبحث مشاكل اختناق القاهرة واصدر تعليماته بمد مترو الانفاق إلي مدينة نصر والقاهرةالجديدة. اللجوء للمترو هو حل نموذجي للقضاء علي اختناق القاهرة ولكن الحل يجب ان يأتي بحزم في القضاء علي الاختناقات التي تسببها الوقوفات الخاطئة لآلاف السيارات في كل شوارع وسط البلد واقول كل لان هذه هي الحقيقة فلا رجال المرور قادرون علي التعامل معها برفعها فورا وتوقيع اقصي العقوبات ولا المحليات كل حي في اختصاصه بحث عن بدائل مع ان الخرابات والاماكن الخالية كثيرة يمكن ان نقيم عليها جراجات تؤوي آلاف السيارات التي تعوق حركة المرور. اذا اردنا حل مشكلة اختناق القاهرة فيجب ان نبحث عن حلول جذرية شاملة وليس حلول بالمسكنات حلول ذكية وليست حلولا عقابية فتخيلوا مثلا المرور يتعامل مع السيارة المخالفة بالكلابش وهذا يصلح في مكان خال وليس في مكان مخنوق كوسط وقلب القاهرة فالسيارة والكلابش سيظلان في مكانهما ويزيدان الازمة ازمة.