قرر حزب »العدالة والتنمية» التركي الحاكم الطعن في نتيجة الانتخابات المحلية التي أجريت الأحد الماضي في جميع أحياء اسطنبول التسعة والثلاثين، بعد أن أوضحت أحدث النتائج تقدم مرشح حزب المعارضة أكرم إمام أوغلو. وقال حزب العدالة والتنمية إنه سيستخدم حقه في الطعن علي النتائج عند وقوع مخالفات في التصويت. وأعلن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح الحزب الحاكم تقدم إمام أوغلو في انتخابات رئاسة البلدية في اسطنبول بنحو 25 ألف صوت. وكان الحزبان أعلنا من قبل فوز مرشحيهما. وحملت النتائج الأولية للانتخابات أنباء غير سارة للرئيس رجب طيب أردوغان، فعلي الرغم من حلول »العدالة والتنمية» في المرتبة الأولي، فقد خسر الحزب الحاكم عددا من المعاقل المهمة مثل العاصمة أنقرة وازمير، فيما احتدت المنافسة بشدة في مدينة إسطنبول، التي يعيش بها خمس سكان البلاد. وجرت الانتخابات، وسط أزمة اقتصادية كبيرة جراء زيادة معدلي البطالة والتضخم واستمرار تداعيات هبوط الليرة إلي مستوي غير مسبوق أمام الدولار. ووصفت صحيفة »نيويورك تايمز» الأمريكية نتائج الانتخابات بالزلزال السياسي، في حين وصفت صحيفة »دير شبيجل» الالمانية هزيمة أردوغان ب»هزيمة الأسطورة» وبأنه بدأ يدفع ثمار ما سببه في انهيار الاقتصاد والسياسة في بلاده. جاء ذلك في وقت قررت فيه أمريكا تعليق تسليم تركيا كل شحنات المعدات المتعلقة بمقاتلات إف-35 وكذلك العمل المشترك معها علي برنامج هذه المقاتلات، في أول إجراء أمريكي ملموس ضد شريكتها في حلف شمال الأطلنطي في ضوء إصرار أنقرة علي شراء منظومة دفاع صاروخي روسية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع »تشارلز سامرز جونيور» إن واشنطن ستعلق عمليات التسليم لحين صدور قرار تركي صريح بالتخلي عن منظومة إس-400 الروسية، مشيرا إلي انه في حال اشترت تركيا المنظومة فمن شأن ذلك أن يعرض برنامج أف -35 إلي الخطر. وأعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم من أن تعامل تركيا عسكريا مع الطرفين قد يمكن روسيا من الحصول علي معلومات متعلقة بمنظومة اف-35 قد تدفعها إلي تطوير دقة منظومة اس-400 ضد الطائرات الغربية.