وزير خارجية ليبيا الأسبق عبدالرحمن شلقم قال في حواره الأخير مع قناة »العربية« أن معمر القذافي كان طوال عهده خائفا، مرعوباً،ً مما يمكن أن تقدم عليه الولاياتالمتحدة، لمعاقبته علي ما ارتكبه ضدها وضد غيرها. ما قاله »شلقم« منذ أيام قرأت مثله في كتاب الباحث والصحفي السويسري »إيتان بوبوي« الذي كشف فيه عن مسلسل محاولات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتصفية العديد من حكام ورموز بعض الدول من بينهم الرئيس الليبي. شهدت سنوات السبعينيات من القرن الماضي تدهوراً شديداً في علاقات القذافي مع مصر التي وصفها القذافي متحسراً بأنها تمثل شعباً بلا زعامة في حين أن بلاده ليبيا تمثل زعامة بلا شعب! كراهية القذافي للرئيس الراحل أنور السادات تبلورت إلي حملات هجاء قادها بلسانه البذيء في خطبه وتصريحاته إلي جانب تخطيط وتمويل والإشراف علي تنفيذ عمليات إرهابية بهدف زعزعة أمن واستقرار جارته الكبيرة التي تحتاج زعامته وقيادته.. كما ظل يتوهم. في عام 1977جدّد القذافي في مؤامراته ضد السادات بصفة خاصة وضد المصريين الذين لا يريدون مبايعته بصفة عامة فأمر زبانيته بتنفيذ عملية إرهابية الهدف الأكبر منها هو ضرب العلاقات الوثيقة التي كانت تربط آنذاك بين مصر والولاياتالمتحدة. العملية ببساطة شديدة كانت تستهدف اغتيال السفير الأمريكي في القاهرة هيرمان إيلتس بوساطة عميل يحسب علي التيار المعارض للسادات. تحدد يوم تنفيذ الاغتيال في يونيو 77، لكن أحد المسئولين الليبيين سرّب الخبر الجلل إلي وكالة المخابرات المركزية مقابل حفنة من الدولارات في شهر أبريل مما أفشل العملية قبل تنفيذها بشهرين. علي الفور.. بعث الرئيس الأمريكي جيمي كارتر رسالة سرية إلي معمر القذافي عبر فيها عن غضبه واستيائه من تصرفاته وشطحاته المرفوضة. استشاط القذافي مما جاء في رسالة كارتر، وسارع بالرد عليها نافياً جملة وتفصيلاً أي علاقة له ولليبيا بهذه العملية المزعومة متحدياً وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن تقدم دليلاً واحداً علي هذا الاتهام. فما كان من الإدارة الأمريكية إلا أن التقطت قفاز التحدي الذي ألقاه القذافي في وجهها. بعد ساعات.. تسلم القذافي مغلفاً ضخماً من البيت الأبيض تضمن وثائق الأدلة علي تورط المخابرات الليبية بأمر مباشر من الأخ العقيد في التخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في القاهرة. من بين تلك الوثائق نص المعلومات التي باعها أحد المسئولين الليبيين لجهاز ال»سي آي إيه«! رغم هذه الفضيحة المدونة.. استمر القذافي في التخطيط لعملياته الجديدة ضد أمريكا التي يخافها كما قال عبدالرحمن شلقم ويكرهها. في2ديسمبر 9791 أصدر الأخ العقيد توجيهاته بتنظيم مظاهرة ضخمة أمام السفارة الأمريكية في طرابلس، ثم اقتحامها وتدمير ما بداخلها. وهو ما زاد من تدهور العلاقات بين البلدين، سحبت واشنطون علي أثره جميع دبلوماسييها وموظفيها في ليبيا. بعدها قرر القذافي أن ينقل تحرشاته بأمريكا إلي داخل حدودها وليس فقط خارجها. فرداً علي سماح الإدارة الأمريكية بقبول تدفق الليبيين المعارضين لنظام القذافي القمعي الاستبدادي علي الولاياتالمتحدة، وتسهيل إقامتهم فيها، قرر الديكتاتور الليبي ملاحقة هؤلاء »المرتدين«، وتصفية أكبر عدد ممكن بقدر المستطاع! .. وللحديث بقية.