كتب أحمد سعد: كل الذين يعرفون المهندس إيهاب صالح المدير التنفيذي السابق لاتحاد الكرة عن قرب ويعلمون بطبائع وخصال مسئولي اتحاد الكرة، كانوا يتيقنون من أن عمل إيهاب صالح باتحاد الكرة أمر محكوم عليه بالفشل والانتهاء سريعا جدا، فالكيمياء عند الطرفين مختلفة تماما ويستحيل أن تتوافق مهما كانت الدوافع والاهداف.. ثم أن تاريخ العلاقة بين الطرفين وتحولها من العداء المفرط إلي الود العنيف لدرجة جعلت مجلس إدارة الجبلاية يوافق علي تعيين صالح وهو المعارض الاهم والابرز للاتحاد في وظيفة هي الادق والاخطر بالاتحاد وهي المدير التنفيذي، كانت دليلا أيضا علي أن الزواج باطل بكل المذاهب.. ولذا لم يكن غريبا أن تتطور الامور بهذا الشكل المفاجئ والسريع الذي يجعل إيهاب صالح يتقدم باستقالته لمجلس الادارة في جلسته التي عقدت أمس الاول، ثم تكون الموافقة عليها بشكل أسرع، بما يثبت أن رغبة الانفصال كانت مجتمعة عند الطرفين.. وتفاصيل القصة كما عرفتها ممن حضروا اجتماع المجلس، بدأت بمناقشة هادئة بين إيهاب صالح والكابتن مجدي عبد الغني عضو المجلس بسبب مطالبة الاول بزيادة راتبه من 17 ألف جنيه إلي 37 ألفا كما كان موعودا من قبل، إلا أن النقاش احتد فجأة بشكل يوحي بأن الاثنين كانا مشحونين من بعضهما وجاء هذا النقاش أشبه بالشرارة التي أشعلت الفتيل، ليتفاقم الامر بصورة لم يقدر الحضور في السيطرة عليها وكادت أن تصل إلي خناقة بالايدي لولا نجاح البعض في الفصل بينهما.. بعدها خرج إيهاب صالح من غرفة مجلس الادارة ليعود مرة أخري حاملا استقالته التي تم التصويت عليها في نفس الوقت، فوافق علي قبولها أربعة هم : مجدي عبد الغني وكرم كردي وأحمد مجاهد وجمال محمد علي، فيما رفضها ثلاثة فقط هم : سمير زاهر وحازم الهواري وماجي الحلواني، فيما لم يحضر الاجتماع من الاصل اللواء صفي الدين بسيوني، ليكون قبول الاستقالة برأي الاغلبية.. وفي نفس اللحظة التي تقرر فيها قبول الاستقالة تم تكليف الكابتن عزمي مجاهد مدير إدارة الاعلام ليقوم بمهام المدير التنفيذي بدلا من إيهاب صالح لحين اتخاذ الاجراءات القانونية لتعيين مدير تنفيذي جديد.. ولم يكن إيهاب صالح هو أول مدير تنفيذي يستقيل من اتحاد الكرة، وإنما سبقه الكابتن صلاح حسني الذي استقال لأسباب مشابهة، بما يشير إلي أن المشكلة في الاتحاد نفسه الذي لا يعيش له مدير تنفيذي!! الأزمة هنا!! وعلي الرغم من حالة الغضب التي كان عليها إيهاب صالح لترك العمل باتحاد الكرة إلا أنه أكد أنه غير نادم علي قراره أبدا، خاصة وأن أعماله الخاصة تأثرت كثيرا جدا في الفترة التي عمل بها بالاتحاد وأستمرت ستة أشهر، وقال أن الراتب الضئيل الذي كان يتقاضاه من الاتحاد وهو 17 ألف جنيه لا يتناسب أبدا مع ما كان يقدمه من أعمال، مثلما لا يرقي إلي حجم القدرات الادارية الخاصة التي يمتلكها، وتجعله علي دراية بكافة اللوائح المحلية والدولية التي مكنته من ترك بصمة سريعة في الوقت القصير الذي عمل به مشيرا إلي أنه يكفيه فخرا الدور الذي لعبه في المفاوضات مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون للحصول علي المستحقات المتأخرة لديه.. ونفي إيهاب صالح أن يكون السبب الرئيسي وراء الاستقالة هو المطالبة بزيادة راتبه، مشيرا إلي أن من يروج لمثل هذا الكلام يريد تسطيح الأمر والاساءة إليه بلفت أنظار الناس إلي أنه مادي، مؤكدا أنه لو كان بالفعل كذلك لما قبل التضحية بأعماله الخاصة التي يعيش منها ويقبل مجرد وظيفة بالاتحاد، وقال صالح إن المشكلة الحقيقية التي واجهته بالاتحاد وجعلت البعض يتربص به هو أن وجوده بالاتحاد كان بمثابة حجر العثرة أمام بعض المنتفعين من وجودهم بالاتحاد، ممن استغلوا صفاتهم العامة في تحقيق مكاسب خاصة، مثل الذين يعملون بالقنوات الفضائية ويتقاضون رواتب تصل إلي ثمانين ألف جنيه وهم في سوق الاعلام لا يساوون ثمانين ألف قرش!! لم أخن المعارضة!! وعما إذا كانت استقالته من الاتحاد ستجعل جبهة المعارضة تشمت به خاصة وأن هناك من وصف انشقاقه عنها وقبول العمل بالاتحاد بمثابة الخيانة، قال إيهاب صالح إنه لم يخن المعارضة، مؤكدا أنه لو كان خائنا لارتمي في أحضان مسئولي الاتحاد ولما اختلف معهم أبدا، وقال إنه عندما قبل العمل بالاتحاد كان هدفه الرئيسي هو التعرف عن قرب عما يدور داخل الاتحاد، فضلا عن رغبته في الاصلاح.. وقال إنه ولهذا الغرض قرر خوض الانتخابات القادمة علي مقعد الرئيس، إلا إذا قرر المهندس هاني أبوريدة خوضها ففي تلك الحالة سيخوضها علي منصب النائب.. ويؤكد صالح أنه لن يترك الاتحاد تماما لأنه مستمر في عمله بلجنة البث الفضائي.. كلهم ضدي إلا زاهر والهواري: ويؤكد إيهاب صالح أنه في الفترة القصيرة التي عمل بها بالاتحاد أفادته في أمور كثيرة بعد أن تكشفت له أشياء عديدة كانت غائبة عنه وعن كثيرين ممن هم خارج الاتحاد، وهنا أشاد بالمجهود الذي يبذله بعض المسئولين بالاتحاد ممن لهم أهداف عامة تخدم الكرة المصرية، وخص بالاشادة كلام سمير زاهر رئيس الاتحاد وحازم الهواري عضو المجلس، مشيرا إلي أن زاهر كان دائما يقف في ظهره ويدعمه في كل المواقف والقرارات التي يراها في صالح الاتحاد، بينما كان الهواري يسعي دائما لمساعدته في تنفيذ الكثير من المهام.