سألت الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق،قبل ثورة يناير: أين ذهبت أموال صندوقي المعاشات ؟ رد بطريقته التلقائية التي تشابه لغة أولاد البلد :راحت في المجاري!! وعندما لاحظ دهشتي استطرد قائلا : أقصد مشروعات الصرف الصحي والكباري والبنية التحتية. قلت: وماذنب أصحاب المعاشات، أصحاب هذه الأموال ؟! قال : لا تقلق أموال ومستحقات أصحاب المعاشات مضمونة بالدستور والقانون. قلت انت تقول هذا وانت في منصبك وانا أثق بك، فكيف أضمن نفس الالتزام فيمن يأتي بعدك ؟وسألته : لماذا لا تترك ورقة بالخزانة العامة توثق ديون الحكومة لصناديق المعاشات..سرح قليلا ثم قال : فكرة حلوة. ولم تمر سوي أيام قليلة إلا واصدر د.غالي اول صك لصالح الصناديق بقيمة 197مليار جنيه بفائدة 8 في المائة سنويا..ووعدني بإصدار صكوك أخري بكل مبلغ يثبت تبعيته لصناديق..وأستطيع أن أقول بكل ثقة أنه لولا الفوائد الخاصه بصكوك ديون الحكومة، لما استطاعت الصناديق الوفاء بالتزاماتها المالية الشهرية تجاه المستحقين.هذه شهادة في حق رجل مطارد خارج البلاد حاليا. وما ان تولي وزير المالية الحالي د.محمد معيط مهام منصبه، طالبته باستكمال مابدأه د.غالي، بإصدار صكوك بكل دين يثبت تبعيته لصناديق المعاشات، ودراسة زيادة الفائدة علي الصكوك من 9في المائة حاليا إلي سعر الفائدة المعلن من البنك المركزي.ووعدني د.معيط بإصدار صكوك جديدة بباقي ديون الحكومة لصناديق المعاشات. وجاءت القرارات التاريخية من الرئيس السيسي الإسبوع الماضي، برد ديون الحكومة لصناديق المعاشات، مع سحب الاستشكال علي الحكم القضائي الخاص بضم العلاوات الخمس،لتطمئن الملايين من أصحاب المعاشات.