الحل الوسط هو أن تمسك العصا من الوسط، لكن في كرة القدم المصرية هو أن تلقي العصا تماما!! والاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس الاول بين الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والكابتن حسن حمدي رئيس النادي الاهلي لإيجاد حل للأزمة الواقعة حول حقوق الرعاية، جاء أشبه بمن اختار أن يكون حله الوسط هو إلقاء العصا تماما وليس الامساك بها من المنتصف.. ففي الاجتماع الذي عقدته لجنة البث أمس بحضور كل من زاهر وحمدي تم الاتفاق علي إصدار قرار يقضي بمنع إقامة المؤتمرات الصحفية التي تلي مباريات الدوري الممتاز، وهي المؤتمرات التي كانت سببا في اشتعال فتيل الازمة بين الطرفين.. وإذا كان منطوق القرار طبقا لما تم إعلانه علي الموقع الرسمي لاتحاد الكرة عقب الاجتماع يقول إن منع المؤتمرات سيستمر لمدة مرحلتين فقط من عمر مسابقة الدوري الممتاز أي المرحلة الثالثة والرابعة وذلك لحين التوصل إلي صيغة تفاهم ترضي كافة الاطراف المختلفة، إلا أن مدة المنع قد تطول أكثر من ذلك، بل ربما تمتد إلي نهاية الموسم، لأن صراع الديناصورات الدائر حاليا بين الوكالتين المتنافستين علي كنز الجبلاية المتمثلة في حقوق الرعاية، وصل لأقصي درجات الصراع، فالوكالتان مصممتان علي أن تكون إعلانات شركتيهما فقط هي الموجودة بغرفة المؤتمرات الصحفية، فضلا عن قناعة الشركة الراعية لاتحاد الكرة أن المؤتمرات الصحفية حقها وحدها ولا يجب أن ينازعها أحد فيه بل ليس لديها الاستعداد للتفاوض حول إمكانية وجود شراكة من أي نوع لأي شركة أخري، ثم يزيد الامر تعقيدا هو أن الشركتين المتنازعتين يعملان في مجال واحد (خدمات المحمول).. وبعيدا عما إذا كان القرار ما هو إلا مجرد مسكن خفيف سيعود الوجع بمجرد زوال أثره، إلا أنه أخمد النيران بشكل يمكن المتفاوضين علي الحقوق الجلوس والتحاور بأسلوب أهدأ ومنطق أعقل.. وقد أحسن سمير زاهر صنعا بأن أوكل مهمة التفاوض بين مسئولي الوكالتين الاعلانيتين ممثلا الشركتين إلي واحد ممن يحظي بحب واحترام الجانبين وهو د.كرم كردي عضو مجلس الادارة والذي تم تفويضه بحضور اجتماع يعقد الساعة السابعة مساء اليوم بمقر الاتحاد بالجبلاية يحضره كل من عاصم خليفة وهشام زايد ممثلين عن (وكالة الاهرام) وعمرو عفيفي عن وكالة (برومو آد)، كما يحضره أيضا المهندس إيهاب صالح المدير التنفيذي للاتحاد.. وينتظر أن يقتصر الحوار في هذه الاجتماع حول نقطة واحدة فقط هي كيفية المواءمة بين حق كل وكالة دون أن يطغي طرف علي الآخر، وكانت لجنة البث قد تطرقت في اجتماعها أمس الاول إلي مجموعة من الاقتراحات التي يمكن وضعها لوأد الفتنة وإطفاء النار تماما، من هذه الاقتراحات مثلا وضع إعلانات الشركتين معا في المؤتمر الصحفي الواحد، أو إقامة مؤتمرين متتاليين يوضع بكل مؤتمر إعلانات كل شركة علي حدة، أو تقسيم المباريات بين الوكالتين، وغيره من الاقتراحات التي لاقت جميعها اعتراضات الغالبية، لأنها كلها اقتراحات لا تضمن تحقيق العدالة الكاملة بين الوكالتين، لأن الفصل بينهما بأي شكل قد يجعل وكالة تحصل علي ميزة لا تحصل عليها الوكالة الاخري، كأن مثلا يوافق مدير فني للاهلي أو الزمالك الظهور في مؤتمر ويرفض الظهور في مؤتمر آخر.. لكن وعلي الرغم من تلك الصورة التي تبدو ضبابية إلا أن كرم كردي يري أن الحلول سهلة وممكنة خاصة في ظل حالة المرونة التي أبداها مسئولو الوكالتين من أجل الوصول لحلول جذرية.. أزمة الشماريخ وبعيدا عن النتائج التي يمكن أن تحملها الايام القادمة حول أزمة حقوق الرعاية، فإن هناك من يصمم علي وضع الحصان أمام العربة من خلال وضع العقبات والعراقيل أمام مسئولي الاتحاد لإجبارهم علي تنفيذ قرارات وإتخاذ مواقف تهز صورتهم وتسئ إليهم أمام الرأي العام، ومن هذه مثلا المطالبة بإلغاء العقوبات المنصوص عليها بلائحة المسابقات والخاصة بتغريم الاندية التي تقوم جماهيرها بإلقاء شماريخ النار في الملعب أثناء إقامة المباريات، وهذا الطلب علي قدر ما يحمل من منطقية خاصة وأن الاندية ليس لها سيطرة علي جماهيرها، فضلا عن تمادي هذه الجماهير في إلقاء الشماريخ رغم علمها بمعاقبة ناديها، إلا أنه طلب يبدو تعجيزيا ليس فقط لكونه ضمن شروط مسابقة موضوعة قبل بداية الموسم ووافقت عليها كل الاندية، وإنما لأن التراجع فيه سيدفع الاتحاد للمزيد من التنازلات أمام الاندية التي يضج بعضها من بعض بنود اللائحة، كالغرامات التي يتم توقيعها علي اللاعب المطرود أو الحاصل علي إنذار، وغيره من العقوبات التي تهدف إلي فرض الانضباط داخل الملاعب.. وفي هذا الشأن يؤكد كابتن سمير زاهر أن الاتحاد لا يمانع في مناقشة أي طلبات تريدها الاندية، المهم أن تكون الطلبات منطقية ومذيلة بالحلول أيضا، لا أن تكون مجرد تصدير لمشكلة فقط، ويقول زاهر إن الاتحاد سيبحث وبجدية طلب الاندية الراغبة في إلغاء عقوبة الشماريخ سواء بالالغاء أو التخفيف، المهم ألا يتعارض ذلك مع هدف الاتحاد في فرض الانضباط والامن في الملاعب والمدرجات.. ويشير زاهر إلي أنه من ضمن الحلول المقترحة لهذا الطلب هو أن يستعيض عن معاقبة هذه الاندية بمعاقبة جماهيرها من خلال زيادة أسعار تذاكر المباراة التي تلي واقعة إلقاء شماريخ، مشير إلي أن الهدف من العقوبة المنصوص عليها بلائحة المسابقات هو معاقبة الجماهير في شخص أنديتها، إنما الاقتراح الشديد سيكون معاقبة الجماهير مباشرة.. ويؤكد رئيس الجبلاية علي أنه ليس من دواعي السرور والسعادة لديه أن يتم تغريم ناد أيا كان اسمه، إنما الذي يسعده ويثلج صدره هو أن يري الملاعب المصرية خالية تماما من الشغب والخروج عن الروح الرياضية، مشيرا إلي أن الظروف الاستثنائية الذي تمر به مصر الآن يتطلب من كل المصريين كل في موقعه أن يسعي إلي توفير الأمن والامان بين أبناء الشعب المصري بأكمله وليس داخل الملاعب فحسب.. وهنا وجه زاهر خالص التحية والشكر للواء منصور عيسوي وزير الداخلية علي الجهد الضخم الذي تبذله قوات الامن بالملاعب من أجل تأمين الجماهير والاندية..