لم يكن الأمر مجرد تغريدة علي صفحة تويتر، كتب فيها ترامب( بعد 52سنة حان الوقت لأمريكا من الإعتراف الكامل بسيادة إسرائيل علي مرتفعات الجولان)!!..ولم يكن الأمر مجرد حديث في(الجغرافيا لا في السياسة) كما فسرت الخارجية الأمريكية تقريرها عن الحريات وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وهضبةالجولان السورية، والتي وصفها التقرير الأمريكي، بأنها تحت السيطرة الإسرائيلية، وليست أراض محتلة!!... حكاية مدبرة ومخطط لها،فلم تمر أيام، حتي قام الرئيس الأمريكي ترامب وبحضور نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتوقيع مرسوم الإعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان!!...هدية(من لا يملك لمن لا يستحق) لدعم نتنياهو إنتخابيا... وصفت(بوعد بلفور)الجديد..هدية لم تخطر حتي علي البال الإسرائيلي، الذي سبق ودخل في تفاوضات للتسوية حول الجولان...!! حماقات ترامب ربما لا يعتد بها، ولا تمتلك أي شرعية قانونية أو دولية..لكنها تمنح العنف والبلطجة شرعية وحضورا عالي الصوت، وتفتح الأبواب لسياسة الإستيلاء علي أراضي الغير..وتشعل نيران الحروب في المنطقة، وتغلق كافة المناقشات حول التسوية...سياسات البلطجة التي يمارسها ترامب بمهارة، والتي سبق أن فعلها بقرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس،رغم الإعتراضات الدولية.. تستدعي المجابهة والإحتجاج والرفض...لكن الغريب والمخزي هو الموقف العربي، لا يكف عن منح ترامب خزائن الذهب والياقوت والمرجان....في الوقت الذي يعلن الإتحاد الأوربي رفضه لسيادة إسرائيل علي الجولان، تعلن الجامعة العربية أن (لا تغيير في الوضعية القانونية للجولان)!!..رد فعل باهت وهزيل، لا يقوي علي الإحتجاج والرفض، لا يقوي علي إستنكار العدوان والتعدي..ولعل الوقت قد حان لإستعادة كرسي سوريا في الجامعة العربية، بدلا من تركها تقابل الرياح والعواصف بمفردها...