امرأتان اهتم بهما الإعلام المصري كثيرا الأسبوع الماضي.. الأولي غير مصرية والثانية مصرية.. أما غير المصرية فهي السيدة جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا التي بهرت الكثيرين بالطريقة التي أدارت بها أزمة العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين المسلمين في مسجدين في بلدها.. فهي رغم الصدمة الكبيرة سارعت لاحتواء ضرر هذا الحادث الإرهابي البشع علي بلدها الذي يتسم بالتسامح.. لم تكتف فقط بالإدانة أو الشجب للحادث الإرهابي وإنما سعت مع احتواء غضب أهالي الضحايا إلي طمأنة الأقلية المسلمة في بلدها بأعمال رمزية مثل ارتداء ملابس الحداد مع الحجاب، وافتتاح جلسات البرلمان بآيات من القرآن الكريم، وتشجيع نساء بلدها علي ارتداء الحجاب في مسيرات لهن تندد بالعمل الإرهابي البشع، مع حظر ترديد اسم الإرهابي، والإصرار علي إعادة افتتاح المسجدين اللذين هاجم الإرهابي المصلين فيهما وأداء صلاة الجمعة التالية فيهما تحت حراسة مواطنيها من غير المسلمين.. كل ذلك لتؤكد أن هذا العمل الإرهابي هو استثناء لن تسمح أو تقبل بتكراره، وأن بلدها متمسك بأن يظل بلدا للتسامح كما هو، وأن المسلمين فيه سوف يحصلون علي الحماية والأمن.. ولذلك فقد حظيت تلك السيدة بإعجاب إعلامنا. أما المرأة الأخري المصرية التي استأثرت بقدر كبير من اهتمام إعلامنا، فهي المطربة شيرين بسبب تعليق لها قالته في حفل لها خارج مصر أعاد التذكير بتعليق آخر سابق لها خارج البلاد أيضا تضمن إساءة إلي نيلها، واعتذرت عنه وقتها.. ومثلما سبقت أخبار المرأة الأولي في إعلامنا الكثير من الأخبار المهمة في مصر ومنطقتنا والعالم، حدث ذلك أيضا في أخبار المرأة الثانية.. لكن مع اختلاف واضح.. فإن المرأة الأولي نالت إعجاب إعلامنا بينما نالت المرأة الثانية استنكاره.. لكن ما بين الإعجاب والاستنكار حظيت السيدتان باهتمام كبير من إعلامنا، وهو اهتمام حض الرأي العام المصري بالطبع علي أن يهتم بدوره بالسيدتين وبما فعلتا. وهنا نتبين الدور المهم الذي مازال يلعبه الإعلام وسط الناس، رغم وجود وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.. فإن الإعلام هو الذي حشد للمرأة الأولي ( رئيسة وزراء نيوزيلندا ) إعجاب الناس بها، وهو الإعجاب الذي الذي جعل منها نموذجا تمني الرأي العام أن يحتذي في مصر.. كما أن الإعلام هو أيضا الذي حشد للمرأة الثانية ( المطربة شيرين ) استنكار الناس لها وبما تقوله. وهو الاستنكار الذي دفعها أن تكرر إبداء الندم!.. ولعل هذا ينبهنا لأهمية إصلاح إعلامنا وتقويته، لأنه مازال سلاحا فعالا في توجيه الرأي العام.