تمنت مي زيادة أن يأتي بعدها من ينصفها.. هي التي عانت كثيرا في حياتها.. أحبها الكثيرون كمتحدثة لبقة وصاحبة صالون أدبي رفيع، ومثقفة ملهمة وشخصية محبوبة.. لكنهم لم يحبوها بنفس القوة والقدر كاتبة وأديبة!!.. كتب العقاد وكان أحد المغرمين بمي والمترددين علي صالونها الأدبي (أقرأ كتابة مي، لا تجد فيها ما يغضبك).. رأي فاتر متنصل من إبداعها وفكرها، مثله مثل كثير من أدباء عصرها، حرصوا جميعا علي إرضائها وتملقها، ناظرين إلي أنوثتها أكثر من النظر إلي فكرها.. وصفها سلامة موسي (لم تكن مي جميلة ولكن كانت حلوة)... لم يروا فيها سوي الأنثي (عروس الأدب النسائي).. أو هي (الظاهرة النسائية) أكثر منها ظاهرة أدبية!!..أو هي (الظاهرة الاجتماعية) كما رآها فتحي رضوان (أديبة لبنانية، تكتب بالعربية والفرنسية، وتقابل الرجال، وتتحدث إلي الأدباء وأهل الفكر ويتحدثون اليها)... لكن نوال مصطفي تنشغل بمي زيادة (كظاهرة إنسانية) وروح معذبة وباعتبارها (الإنسانة الشهيدة) كما وصفتها عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)... انشغلت نوال مصطفي بمي زيادة وبمتابعة حياتها.. في عام 2000 أصدرت كتابها (مي أسطورة الحب والنبوغ) 000وحصلت به علي جائزة معرض الكتاب 2001 ولم تكف نوال مصطفي عن العودة إلي كتابها عن مي، أو ربما لم تكف عن العودة إلي مي وحياتها... تضيف نوال طبعة جديدة صدرت هذا العام عن دار العين، تضم فصلين جديدين، وصورا ووثائق ومقتطفات من كتابات مي زيادة، وبنفس الشغف والحب الشديدين لمي الكاتبة والإنسانة، تعمل نوال مصطفي علي كتابة دراما تليفزيونية عن أسطورة مي..التي أحبها الجميع.. وخذلها الجميع أيضا.