أما كلمات د.عصام شرف تعقيبا علي إراقة دماء المصريين أمام ماسبيرو بعد اجتماعه مع اللجنة الوزارية لإدارة الأزمات.. فجاءت أشد مرارة وإيلاما علينا من رؤية دماء أبناء وادي النيل تسال رخيصة وبلا ثمن علي ضفاف النيل.. كلمات بمثابة صب الزيت علي النار المشتعلة في صدور كل المصريين. وإذا كان الكلام "صورة العقل" كما تعارف علماء النفس المعرفي.. وأكدوا أن كلام المرء دليل صحته أو مرضه نفسيا.. ومن قبل صاح حكيم عربي حين جلس أمامه أحدهم صامتا "تكلم يا رجل حتي أعرفك".. فبالكلام نعرف عقل المرء. وبناء علي أن "الكلام صورة العقل" فما قاله د.شرف بعد اجتماع لجنته الوزارية لإدارة الأزمات وانتظرناه حتي ما بعد منتصف الليل حتي نسمعه ونطمئن.. أرانا عقل حكومتنا كيف تفكر.. وقد فجرنا تفكيرها غيظا واسقط قلوبنا وأوجعنا علي مستقبلنا.. واخبرنا بما تخبئه لنا الأيام لو استمرت تلك العقول تحكمنا بمنطقها وطريقتها في التفكير وإدارة الأزمات..! وليس غريبا علي تلك العقول التي تحكمنا أن تفكر بمنطق "حديث المؤامرة" وتعيد إنتاج تفكير النظام الساقط في رؤيته للفتنة واشعال نارها وشعللتها.. ولا تستشعر فيما ما يجري من حولنا وفينا والخطاب المتشدد من أطراف مختلفة إذكاء لنار تجري تحت الرماد.. ولا غريبا ولا مستغربا إلا تري العقول التي تحكمنا في كل ما سال من دماء وأرواح أزهقت.. سوي مؤامرة خارجية ولا وجود لفتنة طائفية وسوء فهم وتربص بين طوائف الأمة بعدما قسمتهم لحي مشتركة! وعجزت أن أفسر أو افهم كيف بعد مضي ساعات قليلة علي الحدث والدماء الساخنة المتخثرة مازالت سائلة أمام أرض ماسبيرو بجانب ضفاف النيل.. يخرج علينا د.شرف بكلماته بعد اجتماعه مع لجنته ليزف لنا نبأ المؤامرة الخارجية مرة أخري وكأنه "جاب التايهة".. وتعيد كلماته تشغيل اسطوانة تآمر.. أصابع أجنبية صنعت الحدث وقتلت أبناءنا المصريين ولا تريد الخير لنا.. واظن انه نسي ان يؤكد لنا بالمرة ان الاصابع الخارجية تحسدنا علي تخلفنا وعجزنا.! أتعجب كيف جرؤ د. شرف ولجنته في هذا الوقت العصيب ودماؤنا تسيل.. علي ترديد عبارات الوعظ والإرشاد وكأننا في صلوات الجمعة.. أو في "كتِّاب قديم" وشيخ عجوز يحاول إخافتنا بالنداهة.. كيف لا يتذكر ومن معه من أوقف إعمال القانون.. وكيف يذكرنا بمنطق "بوس رأس أخوك" .! هكذا ببساطة توصل عباقرة لجنة الأزمات وبلا هيئة تحقيق محترمة ومحترفة إلي وجود مؤامرة خارجية.. وبدم بارد يؤكدون وجود أصابع خارجية ويبرئوننا جميعا مما حدث.. والصور تتتابع أمامنا علي التليفزيون الحكومي ترصد ما يجري من تقتيل وترويع أمام ماسبيرو ونراه جميعا بعيوننا ويتابعه العالم اجمع..ساحات قتال بين مصريين ومصريين ولم نر أصابع ولا ايدي ولا حتي سيقانا تساهم في اسالة دماء المصريين الذكية علي ارض مصرية.. ولم نسمع النداهة وهي تدعو المصريين لقتل بعضهم بعضا. ليته صمت - د. شرف - حتي لا نري صورة عقله وعقل لجنته الوزارية.. ونتأكد كيف يفكر من يرأس وزارة تنتقل بمصر من دولة تسلطية إلي دولة مدنية حديثة تحترم القانون ولا تتاجر بالدين ولا تغازل فئة دون فئة دولة تري فينا أمة واحدة صاحبة حق في العيش علي أرض هذا الوطن دون تمييز للون أو عرق أو حتي دين. أخوف ما أخافه أن تظل تلك العقول تخطط لنا ولمستقبلنا.. وهي اشد خطرا علينا من مؤامراتهم الخارجية والأصابع الخفية التي يرونها ولا نراها ولا يخبروننا بها..! أظن أنه لم يكن بمقدور عقول عاشت وترعرعت علي فكر الفترة المباركية ان تحكمنا ولا تري بغير ذلك ..تري في الفتنة مؤامرة خارجية وفي رسالة أمريكا باستعدادها لحماية المصريين بالداخل رسالة صديق يريد ان يساعد صديقه.. انها ليست مؤامرة خارجية ..انها فتنة داخلية بالصوت والصورة ! [email protected]