الأقباط مصريون دماؤهم مصرية زكية قد يكونون أقلية ولكنهم جزء من نسيج المجتمع المصري لهم ما لنا من الحقوق والامتيازات والبرلمان والوزارة والتعليم والصحة والوظائف وعليهم ما علينا من فريضة حماية الوطن وأمنه واستقراره والدفاع عنه وعن ترابه المقدس بالغالي والنفيس وبالأنفس. وقد تجلت هذه المشاركة في حديثين عظيمين في تاريخ مصر الحديث في حرب أكتوبر 37 حينما قام الجندي المسلم والمسيحي معا في تحرير سيناء وسالت الدماء الزكية المسلمة مع الدماء المسيحية لتمنحنا الحياة والعزة والكرامة وفي ثورة 52 يناير السلمية التي نالت اعجاب العالم وسالت الدماء المسلمة مع الدماء المسيحية لاقامة مجتمع الحرية والعدل والكرامة والعزة والديمقراطية، اقامة مصر الحديثة لترتفع رايتها مع رايات العالم الحر والمجتمعات المدنية المتقدمة ولنعيش في سلام. الآن نجد شباب الاقباط في حالة غليان وهياج.. لماذا؟! الاجابة ببساطة ان للاقباط حقوقا ومطالب ومشاكل ولسوء فهم بعض المسئولين في المحافظات لا يتم حلها بطريقة سهلة تعطي الحق لصاحبه سواد كان مسيحيا أو مسلما وينحازون للطرف الأقوي ويضعون العقبات الادارية أمام مشاكل الاقباط خاصة في هدم وبناء الكنائس وهي دور العبادة لهم وحقهم ان يعبدوا الله بطريقتهم وطبقا لتعاليم الانجيل والسيد المسيح وحقهم ان توفر لهم دور العبادة خاصة في الأماكن التي يتكدس فيها الاقباط وإذا احتاجوا لبناء كنيسة جديدة لتتسع الاعداد المتزايدة منهم نقف أمامهم بقانون عثماني جائر هو قانون الخط الهايموني ولابد للطلب من موافقة رئيس الجمهورية ثم المحافظين ثم تضع الأجهزة المحلية في المحافظات العراقيل والعقبات مما يثير نفوس إخواننا الأقباط وخاصة الشباب القبطي الثائر والهائج وبعد أن كان شباب الاقباط يحملون شعلة ثورة 52 يناير وجدنا أمام ماسبيرو وفي ميدان عبدالمنعم رياض شبابا قبطيا هائجا مدمر ليسوا من شباب الثورة يحملون السيوف والسنج والشوم وزجاجات المولوتوف الحارقة ويقذفون الشرطة العسكرية بها ليحرقوا سيارات ومدرعة عسكرية ويقتلون بعض الجنود ويسقط ضحايا من الجانبين أغلبهم من الأقباط بسبب ان البعض من شباب الاقباط بدأ يحمل شعارا عنصريا لم تعرفه مصر من قبل الاستشهاد في سبيل الصليب ثم بعد الثورة وبعد أحداث حلوان وإمبابة وأدفو المدبرة شعار »ارفع رأسك فوق انت قبطي« بدلا من شعار الثورة الجميلة »ارفع رأسك فوق انت مصري« ونسوا ان الآباء من الأجيال رفعوا شعارا وطنيا مع المسلمين »الصليب مع الهلال« في ثورة 91 وفي مواجهة مع الاستعمار الذين يحملون الصليب!! يجب ان ينتبه الشباب القبطي إلي ان الأحداث الدامية التي تقع بين المسلمين والاقباط من حين لآخر لا تخدم إلا أعداء مصر الذي يستخدم إعلامه الأجنبي في اذكاء نار الفتنة وخداع شباب الاقباط بأنهم مضطهدون في مصر وأن الفتيات المسيحيات يتعرضن لعمليات الخطف والاغتصاب وتحويلهن إلي مسلمات وتذكي هذا الاتجاه بعض منظمات اقباط المهجر التي تنشر اعلانات مدفوعة الأجر في صحف أمريكية وغربية وفي القنوات الفضائية لبث روح العداء بين شعب مصر وتمزيقه إلي دويلات صغيرة مفككة ومنها دولة قبطية لا كيان لها ضعيفة ممزقة حتي يحصلوا في يوم ما - لاقدر الله- علي الجائزة الكبري لاسقاط مصر واحتلالها. ظهور بعض الأصابع الخفية في تحويل مظاهرات شباب الاقباط السلمية إلي عمليات حرب وقتل واشعال الحرائق في ممتلكات الشعب وقواته المسلحة يؤكد لنا مدي المؤامرة علي مصر الثورة وعلي قواتنا المسلحة التي تحمينا بعد الله تعالي من المتربصين بمصر، لابد ان نتكاتف جميعا مسلمين ومسيحيين لدرء هذا الخطر القادم لتمزيق مصر، لم يعد شباب الاقباط يرضي بالقبلات وموائد الوحدة الوطنية لابد من حلول واقعية لمشاكلهم من المجلس العسكري والحكومة. ولابد أن يعلو صوت العقل والحكمة بأن مصر للجميع والدين لله. [email protected]