لا ندري إن كانت مصادفة ام واحدة من سمات نظام كروي أفريقي جديد، تلك المفارقة التي جعلت الدورة الاخيرة لبطولة الامم الافريقية لكرة القدم التي تقام في السنوات الزوجية في 2102 لتتحول بعدها الي السنوات الفردية ابتداء من 3102 لتشهد البطولة الزوجية الاخيرة غياب العمالقة منتخب مصر صاحب المعجزة في تاريخ البطولة منذ انطلاقها 8591 بالفوز بكأسها سبع مرات منها الانجاز الاعجازي باحراز اللقب في الدورات الثلاث الاخيرة علي التوالي.. اضافة الي غياب اسود الكاميرون التي احرزت اللقب 4 مرات وصاحبة الظهور الافريقي الافضل في كأس العالم، كما تغيب نيجيريا التي حازت اللقب القاري مرتين وأدهشت العالم كله في المونديال غير مرة. عندما يجلس الكبار في مقاعد المتفرجين خلال نهائيات الامم الافريقية في غينيا الاستوائية والجابون في يناير المقبل، فانه مما يثير العجب والدهشة تأهل منتخبات ذات مستوي اقل أو متواضع لتمثل ملامح نظام كروي أفريقي جديد اذ يكفي ان تتأهل النيجر التي لا تملك كلمة واحدة في كتاب تاريخ البطولة علي حساب مصر صاحبة الارقام القياسية وابرز الانجازات في تاريخ القارة وايضا علي حساب جنوب افريقيا التي فرضت وجودها بقوة منذ رفع الحظر الدولي عليها بسبب التفرقة العنصرية قبل عقدين من نهاية القرن الماضي. وقدم الفراعنة أسوأ نتائج لهم في تاريخ مشاركتهم في تصفيات البطولة التي كانوا اصحاب الفضل الاول في نشأتها ورعايتها. وكتبت هذه التصفيات المرة كلمة الختام للمدرب المصري حسن شحاتة مع الفراعنة. أما أسود الكاميرون فقد جمعوا تحت قيادة مدربهم الاسباني خابير كليمنتي 11 نقطة من الفوز في ثلاث مباريات والتعادل مرتين والهزيمة مرة واحدة في المجموعة التي ضمت معهم السنغال التي تأهلت ب61 نقطة والكونغو الديمقراطية صاحبة لقبين في البطولة والتي انضمت لقائمة كبار الغائبين. نسور نيجيريا الذين رفعوا كأس البطولة مرتين وحصلوا علي المركز الثالث في النسخة الاخيرة، ودعوا التصفيات بهدف دراماتيكي تعادلت به معهم غينيا 2/2 في الدقيقة الاخيرة من المباراة الختامية لتصب جماهير نيجيريا جام غضبها علي مدربها الوطني واللاعب الدولي السابق سامسون سياسيا الذي برز مع النسور في مونديال 49 بأمريكا. ومع النسور والاسود والفراعنة والاولاد يغيب ايضا منتخب الجزائر بطل 0991 فيما أفلتت تونس من فخ مفاجآت الكبار بخدمة مباشرة من تشاد التي تعادلت مع مالاوي لتبعدها لمصلحة نسور قرطاج. إن »غاب القط العب يا فار«.. هذا ما يمكن ان نصف به فرص المنتخبات الافريقية الجديدة التي تأهلت لبطولة الامم 2102. ويكفي ان بتسوانا كانت مفاجأة التصفيات في مجموعتها وتأهلت للمرة الاولي في تاريخها كما عادت المغرب للنهائيات بعد غياب عن البطولة الاخيرة بانجولا، لتشمل قائمة المتأهلين: مالي وغينيا وزامبيا وليبيا والسنغال وبوركينافاسو والنيجر وكوت ديفوار وغانا والسودان وانجولا وبتسوانا وتونس والمغرب اضافة الي منظمي البطولة غينيا الاستوائية والجابون..وتبقي الاجابة علي السؤال ان كان غياب الكبار وظهور قوي كروية صغيرة جديدة يمثل مصادفة ام ملامح نظام كروي جديد مؤجلة الي نهائيات البطولة. للكشف عن حقيقة المستوي ودرجة التطور ومدي تأثر البطولة الكبري بغياب الكبار.