اجتمع،أمس، وزراء للخارجية ومسئولون كبار من 60 دولة في العاصمة البولندية وارسو، حيث تأمل الولاياتالمتحدة في زيادة الضغط علي إيران برغم مخاوف دول أوروبية كبري من زيادة التوتر مع طهران. ويستمر المؤتمر يومين وسط حالة من الانقسامات، إذ قرر حلفاء أمريكا الأوربيون المشاركة بمستوي تمثيلي متدنٍ. وسلط غياب وزراء خارجية القوتين الأوروبيتين الكبيرتين، ألمانيا وفرنسا، الضوء علي التوتر مع الاتحاد الأوروبي، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي، المبرم في عام 2015 مع إيران، وإعادة فرض العقوبات عليها، وهو ما يعارضه الأوروبيون. وفي حين لا يزال برنامج المؤتمر غامضاً، تُعقد الجلسة الرئيسية اليوم عندما يقوم كل من مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية،مايك بومبيو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بن يامين نتنياهو، بطرح ملاحظات، في حين كُلفت مجموعات عمل مناقشة المسائل المطروحة. وكان بومبيو قد صرح في مستهل زيارته لبولندا: »هذا ائتلاف عالمي يجري بناؤه لتحقيق المهمة الهامة المتمثلة في الحد من المخاطر طويلة الأمد المتأتية من منطقة الشرق الأوسط». ومن المرجح أن يهاجم نتانياهو إيران في كلمته، حيث كان قد تعهد بمواصلة ضرب القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا، ولم يستبعد توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية بطهران. وأفادت صحيفة »هاآرتس» العبرية بأنه من المتوقع أن يلتقي نتنياهو خلال المؤتمر مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي وصهره وجيسون جرينبلات مبعوث واشننطن للسلام في الشرق الأوسط وقادة دول عربية، لمناقشة الشق الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة إعلاميا بصفقة القرن. ويعتبر الفلسطينيون المؤتمر الذي رفضوا المشاركة فيه، بمثابة مؤامرة تهدف لتصفية قضيتهم وتمرير صفقة القرن. ومن ناحية أخري، أكد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن المنظمة لن تعترف بمخرجات مؤتمر وارسو حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرا إلي أن مرجعيات عملية السلام »ستبقي قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية كما أقرتها القمة العربية عام 2002 ولن نسمح بتجاوزهما». في غضون ذلك، قال علي خامنئي، المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تعليقاً علي المؤتمر، إن »الحوار مع الولاياتالمتحدة لا يفيد بشيئ، ولا يجلب سوي خسائر علي المستويين المادي والروحي»، فيما هاجم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المؤتمر بالقول إنه »وُلد ميتا».