تكللت نجاحات السياسة المصرية بالعودة للحضن الإفريقي، وتجني مصر الآن حصاد هذا الجهد المخلص والمتواصل علي مدار الخمس سنوات الماضية، وليأتي ثمار هذه النجاحات بترأس الاتحاد الإفريقي لعام 2019، كثيراً من التحديات والأزمات طالت القارة الإفريقية حين تنازلت مصر عن دورها الرئيسي منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك في أديس أبابا عام 1995، ووصل الجفاء بين مصر والدول الإفريقية لذروته في عام حكم الإخوان، لتعود مرة أخري لدورها الريادي المعهود، واستعادة المكانة التي تؤكد أهميتها وارتباطها بالأمن القومي المصري الإفريقي. الارتباط العميق بين مصر ودول القارة الإفريقية ميراث قديم ازداد قوة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي شهدت أعوامه الدعم المتواصل والمساهمات الفاعلة في حركات التحرر الوطنية لدول إفريقيا التي أفشلت المخططات الغربية التي نجحت لفترة في تقسيم القارة الإفريقية واستعمارها، بعد مؤتمر برلين في نوفمبر 1884 لتقسيم القارة الإفريقية واستعمارها، ولتأتي ثورة يوليو لتعيد وتحيي تيار القومية العربية والدائرة الإفريقية إلي النور وتنهي سياسات التمييز العنصري الذي زرعه الاستعمار الغربي. إعادة إحياء التعاون والعلاقات القوية مع دول إفريقيا بعد ثلاثة عقود من الجمود يساهم بفاعلية ليس فقط في حماية الأمن القومي المصري الإفريقي، بل في إفشاء السلام العالمي وإفشال الخطط القائمة لزرع الفتن. هذا قدر مصر الدائم، فقط يتبقي وضع صياغات جديدة لتعزيز وتجديد آليات الوجود المصري في القارة الإفريقية بعد التحديات والمشكلات التي شهدتها دول القارة خلال العهود الماضية. مبروك لشعب مصر وشعوب القارة السوداء، مصر إفريقية قبل أن تكون عربية وعوداً محموداً.