- لا أعرف كيف فاتنا أن نستثمر أغانينا الوطنية في تفتيت أحداث الفتنة وتمزيق الوطن .. فمثلا مظاهرة كمظاهرة ماسبيرو التي اندست فيها عناصر التخريب والتدمير كان من الممكن تفريقها بالأناشيد الوطنية التي تلهب المشاعر .. وتثير الوجدان في حب مصر .. اسمعوا أغنية .. " برب طه والمسيح .. احموا مصر يامصريين " .. فالذي كتبها كان صادقا في المعني والمضمون لأنه ترجم نبض المصريين .. والذي غناها هو مصري صميم .. استطاع ان يحرك الاحاسيس داخل الشعب وهو يستحلفنا برب طه والمسيح ان نحمي مصر .. .. الحروب الحديثة هي التي استخدمت الاناشيد الوطنية لرفع الروح المعنوية لقواتها .. وقد نجحت قواتنا المسلحة في حرب اكتوبر في استخدام هذه الأناشيد التي جعلت جنودنا يحاربون من أجل مصر .. وأصبحت مصر هي قضيتهم .. فلماذا لانجعل قضية الشارع المصري هي استقرار مصر .. لماذا لم نستخدم الأغاني الوطنية في حماية هذا الوطن والتصدي للفتنة والاشاعات .. - نحن في حاجة الي اعادة ترميم النفوس البشرية التي تتأثر بالشائعات .. فيخرج المتظاهرون من بيوتهم يرددون شعارات وهم لايعرفون ان هناك عناصر هدامة تنتظرهم علي الطريق لتندس بينهم لاشعال فتيل الغضب ثم تنقلب هذه المظاهرات من سلمية الي التدمير والتخريب .. .. إن استخدام الاغاني الوطنية في التظاهرات قد يغير المسار .. يوحد القلوب علي حماية هذا الوطن .. وفي رأيي أن سلاح الأغنية الوطنية أقوي من الهراوات والصواعق الكهربائية .. فالذين خرجوا في المظاهرات هم شبابنا .. كيف يقبل هؤلاء الشباب أن يكونوا هم نفس الشباب أو من بينهم عددا قاد ثورة التغيير لانقاذ مصر من الديكتاتورية .. ثم تهون عليهم أن يدمروا مصر التي خلصّوها بأيديهم .. .. كيف ننهش في عرض أمنا مصر ونحن نستسلم لأصحاب الأجندات الخارجية والمحلية الذين عز عليهم أن يعيش هذا الشعب من أجل أن يحقق لأبنائه أزهي عصور الديمقراطية .. ياناس حرام ، فهناك من يتربص بنا ، من لايريد أن نهنأ بحياتنا .. هناك دول تريد أن تظل أيدينا ممدودة للخارج .. وهناك منظمات لاتسعد أن تستقر أوضاعنا الداخلية فعملوا علي تفتيت وحدتنا الوطنية من خلال إخواننا المسيحين والتي وصفتهم العجوز الشمطاء " كلينتون " بالأقلية مع أنها تعرف انه لافرق بين مسلم أو مسيحي في وطنه .. فالجميع يتساوون في الحقوق كمواطنين .. حتي تطالبنا الهانم بحماية الاقلية .. المسيحيون في مصر يعرفون جيدا انه لاتفرقة بينهم وبين اخوانهم المسلمين .. فهذه التفرقة من اختراعات الغرب ، فقد عشنا عيلة واحدة ، نتقاسم رغيف العيش .. بيوتنا وبيوتهم مفتوحة .. نشاركهم اعيادهم ويشاركوننا أعيادنا .. عيب أن نقول أن هذا مسيحي .. وأن هذا مسلم .. لأننا كلنا مصريون .. - إن أحداث ماسبيرو ليست غريبة علي مجتمعنا المصري في أن تخرج مجموعة من الاقباط في مظاهرة سلمية .. من حقهم أن يطالبوا ببناء الكنائس .. ولا تستطيع سلطة أن ترفض طلبهم ولكن هناك قانون ينظم بناء دور العبادة .. وكون أن الحكومة تباطأت في اصدار القانون الموحد الذي يحافظ علي حقوق المسلمين في بناء الجوامع .. وحقوق الاقباط في بناء كنائسهم ليست هذه هي قضيتهم .. إن قضيتهم الآن هي البناء .. فالسؤال هنا لماذا تقاعست الحكومة عن اصدار هذا القانون .. .. معني الكلام ، أن بطء الحكومة تسبب في ثورة التصعيد ، فالأخوة المسيحيين لايعترضون علي وجود قانون ، لأنهم حضاريون ومواطنون مصريون يعرفون أن القانون هو الفيصل في حماية الحقوق لهم وللمسلمين .. وكون ان تستثمر العناصر الخارجة علي القانون هذه الثغرة ليطلوا منها لاحداث وقيعة بين المسلمين والمسيحيين فهذه هي محاولات الفاشلين .. .. إذن علي الحكومة أن تسرع فورا في عرض هذا القانون علي المجلس العسكري لاستصدار مرسوم جديد بقانون يحمل الضمانات الجديدة التي خولها هذا القانون للمحافظين بحيث يصبح للمحافظ حق اصدار الترخيص ببناء الكنيسة او الجامع .. ولا اعرف لماذا وضعوا مثل هذه القوانين في سلطة رئيس الجمهورية .. مع انها من سلطة الادارة المحلية .. - ما أغنانا عن الاحداث التي كانت تهدد أمن هذا الوطن .. وتحقق أطماع الحاقدين علي مصر .. فلا يقبل مواطن مخلص لبلده حرق السيارات وتدمير لأي منشآت كالتي حدثت في ليلة أول أمس .. صحيح أنه تعبير عن الغضب .. لكنها كانت فرصة للدخلاء في اشتعال الموقف .. مع أن إخواننا الاقباط يعز عليهم تفتيت وطنهم بأيديهم.. - لذلك أقول .. علي اجهزة الأمن أن تكشف عن العناصر التخريبية التي اشعلت الفتنة .. كفانا " طبطبة " .. لابد أن نواجه الواقع بشجاعة .. لابد من تفعيل القانون حتي لاتضيع هيبة الدولة.. ان محاسبة الذين اشعلوا هذه الفتنة أمر واجب حتي تهدأ النفوس .. ونعرف العدو من الصديق.