علي امتداد ما يقرب من ثلاثين عاما مضت، لم تتجاوز أعداد (الدعاة الجدد) أو (دعاة السوبر ماركت) كما أطلق عليهم الكاتب الصحفي وائل لطفي.. لم تتجاوز أعدادهم أصابع اليد الواحدة!!.. بعضهم اختفي سريعا قبل عشرين عاما (ياسين رشدي، عمر عبدالكافي).. والبعض ظل محدود التأثير والحضور.. فقط عمرو خالد، هو ما يمكن اختصار ظاهرة الدعاة الجدد في شخصه، باعتبارة النموذج الساطع المستمر والأكثر تأثيرا.. وهو ما تناوله وائل لطفي في كتابه الجديد (دعاة السوبر ماركت) من خلال حوار طويل مع عمرو خالد، رد فيه علي كثير من الاتهامات المتداولة حوله.. معترضا علي وصفه (بالداعية البروتستانتي) أو معرفته بأسلوبهم ومنهجهم في الدعوة.. مؤكدا أنه كان نفسه دائما، كما أن بداياته لم تعرف الإنترنت، فلم يطلع علي تجارب الآخرين.. وينفي عمرو خالد في الحوار أيضا، ما نشرته البي.بي.سي عن تلقيه دعما من صندوق دعم الفرص في الخارجية البريطانية، بقيمة 47مليون إسترليني!! أو ما نشرته مجلة (فوربس) باعتباره أغني داعية في العالم العربي!!.. لكنه لم ينف دعوته إلي الثروة وجمع المال والعمل، وهو ما يلتقي فيه ومنهج الدعاة الأمريكان الاستهلاكي. عمرو خالد النموذج للدعاة الجدد.. لكن هل يمكن الحديث عن كتلة، أو عن ظاهرة جماعية للدعاة الجدد (خاصة مع قلة أعدادهم، واختلافاتهم الشديدة)؟!.. بينما يقدم عمرو خالد لغة خطاب عاطفية، لجمع الثروة ومشاريع التنمية البشرية، يقدم معز مسعود خطابا عقلانيا فلسفيا يبحث في الألوهيات، ولا يقدم مصطفي حسني مشروعا واضحا أو خطابا محدد الملامح.. لكن يتفق الثلاثة بالتأكيد في البعد عن الإسلام السياسي والجماعات الدينية، في دعوة أقرب إلي الإيمان الفردي. هل يمكن الحديث عن ظاهرة جماعية (لدعاة السوبر ماركت)؟ ام هي مجرد ظواهر فردية متناثرة؟.. أو ربما ظاهرة واحدة هي عمرو خالد؟!