احتفلت قاعة »ذاكرة المعرض» بمرور 50 عاما علي إنشاء المحكمة الدستورية العليا في ندوة استعرضت تاريخ هذه المؤسسة العريقة بحضور المستشار عبدالوهاب عبد الرازق رئيس المحكمة السابق. وعرض المستشار عبد الوهاب عبد الرازق موجزا تاريخيا عن نشأة القضاء الدستوري. وأوضح أن مصر في البدايات لم تكن تعرف القضاء الدستوري بمعناه الفقهي كما هو موجود اليوم حتي قبل دستور 71 حيث لم يكن موجودا ما هو معروف بالرقابة علي دستورية القوانين، وترجع بداية القضاء الدستوري إلي حكم صدر عام 1942 وهو الأول الذي يتحدث عن الرقابة الدستورية، وأشار إلي أنه إذا تعارض قانون مع الدستور فلا يطبق هذا القانون، وفي عام 1964 تم إنشاء المحكمة العليا لتكون أول محكمة مستقلة مختصة بهذه الأمور وبعدها صدر القانون المنظم لعمل المحكمة الدستورية، وكشف أن ما تعرضت له المحكمة الدستورية العليا خلال فترة حكم جماعة الإخوان يعد أسوأ فترة في تاريخها لم تحدث من قبل، وأضاف أن المحكمة خلال حكم هذه الجماعة تعرضت لواقعتين غير مسبوقتين، الأولي حين تم عزل عدد من أعضاء المحكمة، من خلال تغيير التشكيل، وتقليص عدد الأعضاء مما أدي إلي عزل عدد منهم، والواقعة الأخري هي حصار المحكمة، والذي وصفه بأنه يوم أسود في تاريخ المحكمة، وأن القضاة، رغم ما تعرضوا له من إرهاب خلال فترة حكم الإخوان، لم يتأثروا ولم ترجع المحكمة عن دورها في حماية الدستور وفي العدالة وحماية حقوق المواطنين، وستظل تسهم بدور كبير في إرساء مبادئ العدالة وصيانة المباديء الدستورية والقيم.