أتذكر إنه قد تحدث معي يوما ما صديقي العزيز »رحمة الله عليه» رجل الأعمال مصطفي السلاب حاكيا لي قصة ضاربا لي بها المثل علي أهمية المدارس الصناعية لدينا ودورها في نجاح مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في مصر.. فقد اتفق هو وباقي رجال الأعمال الذين يملكون مصانع في مدينة العبور علي عمل إعلان واحد لطلب عمالة تقدر بألف واحد للعمل بالمصانع المنتشرة في العبور وتقدمت جموع غفيرة تقدر بالآلاف طامعين في العمل في ظل أزمة البطالة ولكن وسط هذه الجموع الغفيرة نجح ثلاثة أفراد فقط ممن توافقت عليهم شروط العمل بالمصانع؟.. وكان السبب في ذلك هو إهمال منظومة التدريب في الورش في مدارسنا الفنية الصناعية.. علي عكس طلبة المدارس الفنية في الدول الأخري التي تقدمت تقدما باهرا وعلي رأسها الصين والهند التي سبقتنا بمراحل.. وتقدموا في جميع المجالات حتي أصبحوا ينافسون الولاياتالمتحدة في مجال الألكترونيات ونحن نستوردها بالعملة الصعبة!.. فنحن لدينا الخبرة الكبيرة في زراعة القطن ولا ندرس مادة الغزل وصناعة النسيج في مدارسنا.. لدينا مدينة متكاملة لصناعة الأثاث في دمياط ولا نهتم بتدريس أساسيات صناعة الأخشاب في مدارسنا الفنية.. وتخيلوا نحن ترتيبنا السابع علي مستوي العالم في جودة الجلود ورغم ذلك نصدر جلوداً ب200 مليون جنيه فقط رقم بخس طبعا لأننا نصدر المادة الخام، فماذا إذا تم تصنيع هذه الجلود إلي أحذية وجاكيتات جلدية وأحزمة وشنط فكم يكون رقم التصدير بعد هذه القيمة المضافة مليارات طبعا ولكن مطلوب الورش والأيدي العاملة في مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. يا جماعة المشروعات الصغيرة هي سر نجاح الدول المتقدمة كلها اليابانوالصين وسنغافورة وألمانيا و..... والثروة البشرية هي أغلي ما تملكه مصر.. لذا علينا تأهيل الطلبة وتوظيفهم لسوق العمل في المشروعات الصغيرة ومساعدتهم علي تسويقها في الداخل والخارج لزيادة معدلات التصدير التي نحلم بها.