“اليوم ده دايماً بيكون صعب عليَّ“.. قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء الاحتفال بعيد الشرطة وهو يحاول بكل ما أُوتي من قوة أن يمسح دموع أسر الشهداء ويحتضن بكل أبوة وحنان أطفالهم ويحنو علي أبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم، مؤكدًا أن مصر لم ولن تنسى أبناءها الشهداء الذين ضحُّوا بأرواحهم من أجل أن تحيا مصر ويحيا المصريون في أمن وأمان واستقرار. نعم يا سيادة الرئيس هو يوم صعب بكل ما تعني الكلمات.. مشاهد مؤثرة تنتزع الدموع من العيون فهذا الطفل البريء كتب عليه أن يعيش يتيمًا بعد أن استشهد والده في معركة العزة والكرامة بسيناء.. وهذه الطفلة الرضيعة كم كانت الأقدار قاسية عليها واختطفت والدها وحرمت من كلمة “ بابا “إلى الأبد.. وهذه الشابة الصغيرة التي حملت لقب أرملة في ريعان شبابها.. وهذه أم ثكلى فقدت ابنها الذي عاشت عمرها تنتظر يوم عرسه وهذا الأب الذي انكسر عوده ويحاول أن يكون متماسكًا بعد استشهاد ابنه الوحيد وعزاؤه أنه نال الشهادة.. لكن أسر الشهداء كانوا لا يقلُّون في ملحمة البطولة عن أبنائهم فكما قلت يا سيادة الرئيس إنهم هم الذين يواسونك ويشدون من أزرك في حالة إيمانية فريدة وإنه خلال لقاءاتك معهم لم تسمع منهم سوى كلمات الرضا بقضاء الله، مؤكدين لك أنهم سيستمرون فى تقديم أبنائهم فداءً للوطن، فهذه والدة الشهيد عمر مجدى صبحى تقف شامخة أمام الحضور وتقول عندى 3 ضباط شرطة وعمر إبني طلب الشهادة، وكتب على صفحته على فيس بوك ”ربى غسلنى بدمى واجعل ملابسى كفنى واقبلنى من الشهداء” قبل أسبوع فقط من استشهاده. وهذه والدة الشهيد أشرف إبراهيم تتحدث بكل فخر عن بطولة ابنها الشهيد الذي لقبه زملاؤه بلقب “أسد سيناء “ حيث واجه 14 إرهابيًا في ملحمة بطولية ودفع حياته من أجل مصر. وخلال الاحتفال بعيد الشرطة جاءت كلمة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية قوية وحاسمة بمثابة تحذير شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها.. قالها وزير الداخلية بكل قوة إنه لا تهاون مع من يرفع السلاح وإن أجهزة الأمن واجهت جرائم إرهابية خسيسة وتصدت للجريمة الجنائية بجميع صورها من خلال استراتيجية أمنية متكاملة، الأمر الذى انعكس على انخفاض معدلات الجريمة وترسيخ الالتزام بالقانون والإسهام المباشر فى تحقيق الانضباط بالشارع المصرى. لقد كان الاحتفال بعيد الشرطة رائعاً يعكس حجم الجهد الكبير في الإعداد للاحتفالية من جانب الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بقيادة اللواء خالد فوزي مساعد وزير الداخلية حتى تخرج بهذه الصورة الرائعة.. وكان مفاجأة الاحتفال حضور أسرة اللواء الراحل مصطفى رفعت بطل ملحمة الشرطة فى الإسماعيلية سنة 1952، حيث حضرت زوجته نائلة عطا الله وابنها مدحت مصطفى رفعت وكم كان الرئيس السيسي رائعاً عندما ترك المنصة وتوجه لمصافحتهما نظرا لكبر سن السيدة نائلة تحية إعزاز وتقدير لرجال الشرطة البواسل والمجد والخلود للشهداء إلى جوار النبيين والصديقين.