عندما صعد الطفل نجل المرحوم الشهيد المقدم محمد مبروك الذي اغتالته يد الارهاب بصحبة والدته لتسلم وسام الاستحقاق من الرئيس عدلي منصور لم يتمالك الرئيس نفسه وسالت دموعه ثم انحني ليقبل راس نجل الشهيد في مشهد ابوي يؤكد اصالة ونقاء هذا المستشار الجليل الذي تحمل مسئولية مصر بشجاعة في اصعب اللحظات.. الرئيس عدلي منصور بكي مرتين خلال الاحتفال بعيد الشرطة امس المرة الاولي وهو يقبل طفل الشهيد والمرة الثانية وهو يلقي كلمته خاصة عندما وصل الي عبارة قال فيها "الارهاب اغتال شباب في عمر الزهور واباء يعولون اسرهم.. رجال فضلوا للوطن ان يحيا علي حياتهم". لقد رأيت الدموع في عيون كل من حولي من وزراء وساسة وقيادات بالجيش والشرطة وكبار الصحفيين والاعلاميين والفنانين. ورغم انني ليس من السهل أن أبكي.. ورغم ان دموعي دائما متمردة مستعصية تنساب داخل محجر عيني وتنصهر خلف الجفون ثم تجف بكبرياء الا انها سالت بالامس داخل قاعة الاحتفالات التي سيطر عليها مسك شهداء الواجب الذين ماتو لتحيا مصر ونعيش كراما.. لم أتمالك نفسي وانا اري هذا الطفل الجميل حفظه الله وقد فقد حنان أبيه الي الابد.. تأثرت وانا اشاهد زوجات صغيرات في العشرينات من عمرهن وقد حملن مبكرا لقب " ارملة ".. حزنت وانا اري اباء وامهات ثكلي فقدوا حنان الابناء الذين دفعوا اعمارهم حتي يتخرجوا من كلية الشرطة ليقدموهم فداء للوطن.. نعم لقد كانت احتفالية عيد الشرطة هذا العام علي قدر الحدث وكانت كلمة اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية صادقة وهو يعدد حجم التحديات التي تواجهها الشرطة واصرارها علي القضاء علي الارهاب.. كل عام وجميع رجال الشرطة الساهرين علي امن واستقرار مصر بكل خير .وعاشت مصر