أطفال لم يتجاوزا عامهم الأول. وزوجات ترملن في عمر الشباب. وأمهات ثكلي وآباء مكلومون. مشاهد تساقطت معها دموع الحاضرين في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الداخلية أمس. لتكريم أسر شهدائها ومصابيها..لا أحد من الحاضرين تمالك دموعه عند عرض الفيلم المصور بعنوان "حلم الشهيد" الذي عرض خلاله عدد من الجنازات لتشييع جثامين الشهداء وصورهم التي تبدو وكأنهم فرحون بما نالوه من شهادة. وشوهد عدد من مساعدي الوزير واللواءات والضباط يخفون دموعهم المتساقطة وتجلت روحانياً بتلاوة الشيخ الراحل عبدالباسط عبدالصمد للقرآن الكريم عندما تلا نجله العميد طارق عبدالباسط آيات من الذكر الحكيم. تسلمت أسر 87 شهيداً من الضباط والأفراد والأمناء والمجندين الأنواط والأوسمة من مختلف الطبقات وكانت معظم الزوجات اللاتي حضرن لاستلام شهادات التكريم تحملن أطفالاً لم يتعد الكثير منهم العام فيما ظهر الآباء والأمهات مكبلين بالحزن والمرض. أما المصابون فكانت حالاتهم يرثي لها فبعضهم برتبة ملازم وملازم أول ونقيب وقد فقدوا أجزاءً من أجسادهم أو توقفت أجهزة عن العمل كالذراع أو الساق وهم في ريعان الشباب تخشي العيون من النظر إليهم رغم التفاؤل والشعور بالفخر الذي يملأ وجوههم. كما حضر بعض أمناء وأفراد الشرطة المصابين وبعضهم حضر علي كرسي متحرك والبعض الآخر حضر نيابة عنهم أحد أقاربه. حرصت الوزارة علي أن توجه الدعوة ليس فقط للمكرم من الشهداء أو المصابين ولكن لأسرته أيضاً. اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وكبار قيادات الوزارة كانوا في استقبال أسر المكرمين وفي بداية الاحتفال وقف الجميع دقيقة حداداً علي أرواح الشهداء. وحرص الدكتور أسامة الأزهري الأستاذ بجامعة الأزهر المشرف علي رسالة الأزهر. علي الحضور وقال إن أسر الشهداء قدموا أغلي ما لديهم للوطن كي ينصلح حال الأمة ويعم الاستقرار وأنهم يدركون أن الشهداء أحياء عند ربهم مشدداً علي ضرورة عودة الاستقرار للوطن تقديراً لدمائهم الذكية. أضاف: أقول لرجال الشرطة إن الشعب يحبكم ويحتاج إليكم ويحترمكم ويقدر ما قدمتونه طيلة السنوات الماضية وأثق في أن الشرطة لن تترك الوطن يسقط وأكبر دليل علي ذلك تقديم الشهداء الكثيرين وهم مازالوا في الميدان يواجهون كافة صور البلطجة. أما الإعلامي أحمد المسلماني فقال أصبت بالحزن حين تطلعت في وجوه أسر الشهداء وشاهدت الحزن في عيونهم وكأن عام 2013 عنوانه الحزن والخوف. بعد أن تحول الكل ضد الكل ولا يعرف أحد ماذا سيحدث في الساعات القادمة. وحدودنا باتت مهددة من كافة الاتجاهات ومياه النيل مهددة. والسلاح في كل شارع بعد أن ساعد انهيار الأنظمة من حولنا علي دخولها مصر في عالم من يسقط فيه لا يستطيع العودة مثلما حدث للصومال والعراق وأفغانستان. قال إن كسر رجال الشرطة هو أول انهيار للدولة وهذا ما حدث في مصر ثم بعد ذلك القضاء. ومن المؤكد أن المؤسسة العسكرية ستواجه مشاكل بعد أن أصبح الجيش مستهدفاً والمؤامرة موجودة في كل مكان بالعالم والدولة القوية هي التي تنجح في تفكيك تلك المؤامرات. القي النقيب عبداللطيف القاضي من إدارة الإعلام والعلاقات بالوزارة قصيدة شعر عن الشهيد أبكت الحضور.