لتفعيل قرار تجميل القاهرة وتحسين المظهر الحضاري لها، علينا توسيع الرؤية، ومد تكليف الرئيس بطلاء بنايات الطوب الأحمر بلون موحد،الي مساحات أبعد وأشمل، لصياغة نسق لوني متجانس ومميز لبنايات القاهرة...ربما يكون صعبا تحقيق ذلك النسق اللوني الموحد في مدينة بحجم مساحة القاهرة واتساعها، لكن بالإمكان صياغة هوية بصرية، وتحقيق نسق لوني يميز الأحياء بعضها عن بعض، ويمنح لكل حي خصوصيته...تكليف الرئيس بطلاء بنايات الطوب الأحمر بلون موحد، مجرد بداية لمحاربة التشوهات اللونية التي تجتاح واجهات العمارات بالقاهرة، وخطوة هامة لمحاربة التلوث البصري، الذي أفسد العين والذوق والوعي الجمالي..خطوة كان ينبغي أن يقوم بها جهاز التنسيق الحضاري من سنوات..لكن للأسف الجهاز ومنذ إنشائه، بلا فاعلية ودون قدرة علي التنفيذ!!..ولتفعيل خطوة تجميل القاهرة وتحسين صورتها البصرية،علينا الالتفات إلي طبيعة الألوان ودلالتها، وكيفية استخدامها وتوظيفها في فضاء القاهرة الممتد، ضرورة وضع استراتيجية لتحديد نسق لوني يسهم في صياغة هوية جمالية لائقة، تستعيد بهاء القاهرة وصورتها الحضارية.. وهو ما حدث( قبل أشهر) في مدينة الأقصر..طليت واجهات بنايات المدينة باللون البيج، والنوافذ باللون البني، محافظين علي نسق لوني وهوية بصرية للمدينة التاريخية.. والالتفات إلي تحسين الصورة الجمالية للقاهرة، برؤية كلية وفاعلة، يطرح سؤال الكلفة والميزانية؟ ومن يتحمل عبء التجميل؟...وهو السؤال العائق والمعطل دائما لأي خطوة لتحسين الصورة وتجميلها،فلكل خطوة كلفتها الباهظة، بما يحتاج إلي ضرورة البحث عن مصادر تمويل غير تقليدية، واللجوء إلي رجال الأعمال والإستثمار الجمالي.