الحمد لله.. فقد أعلن المجلس العسكري أخيرا جدولا زمنيا لانتقال السلطة مؤكدا انه لا يسعي لإطالة الفترة الانتقالية وانه ملتزم بخارطة طريق واضحة ومحددة زمنيا لنقل السلطة بعد اختيار رئيس الجمهورية.. والحقيقة ان ما أعلنه المجلس العسكري مؤخرا يحمل أبلغ رد علي الذين يهاجمونه ويتهمونه بأنه يسعي للسيطرة علي الحكم.. وبمنتهي الوضوح والثقة أعلن الفريق سامي عنان ان أول انعقاد لمجلس الشعب المنتخب المقبل سوف يكون في النصف الثاني من يناير 2102 ولمجلس الشوري يوم 42 مارس من نفس العام، ثم ستتم الدعوة لعقد الاجتماع المشترك للمجلسين في الأسبوع الأخير من مارس أو الأسبوع الأول من ابريل، وسيتم خلاله اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية المكلفة باعداد مشروع الدستور الجديد لمصر طبقا لميثاق الشرف الذي سيتم التوافق عليه بين الأحزاب والقوي السياسية وسيتم الإعلان عن بدء فتح باب الترشيح لانتخاب رئيس الجمهورية في اليوم التالي لإعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور بالايجاب لانتخاب رئيس الدولة خلال مدة لا تزيد علي 54 يوما إلي 06 يوما.. يا مسهل يا رب.. الكرة الآن في ملعب الأحزاب والقوي السياسية.. صحيح أن عددا كبيرا منهم قد رحبوا بما أعلنه الفريق سامي عنان مؤكدين انهم قد لمسوا بالفعل خلال اجتماع عنان بهم الرغبة الصادقة من المجلس العسكري لنقل السلطة إلي إدارة مدنية منتخبة وكذلك حرص المجلس العسكري علي تنفيذ مطالبهم والذي يأتي علي رأسها تعديل المادة الخامسة من قانون مجلسي الشعب والشوري ودراسة وقف حالة الطوارئ قبل موعد الانتخابات البرلمانية وعدم إحالة المدنيين إلي المحاكم العسكرية إلا في الجرائم التي ينص عليها قانون القضاء العسكري.. ثم -وهذا هو المهم- اصدار تشريع لحرمان قيادات الحزب الوطني المنحل من مباشرة الحقوق السياسية.. ولكننا ننتظر منهم ما هو أكبر من مجرد الترحيب.. ننتظر تفاعلا صادقا ومشاركة واعية والكف عن المهاجمة والتشكيك وإثارة البلبلة وسط الناس.. ننتظر الدعوة إلي العمل والانتاج لتعويض ما فات وكفانا مليونيات وقف الحال.. فمصر لا تجني من هذه المليونيات إلا »الخراب المستعجل«.. وتذكروا المليونيات السابقة فجميعها تقريبا انتهت بكوارث.. أما الصدام الدامي مع قوات الجيش أو قوات الشرطة أو حتي بين أصحاب المذاهب السياسية المختلفة ويأتي تعطيل مصالح الناس والشلل المروري نتيجة سريعة وطبيعية جدا لهذه المليونيات التي فقدت معناها. كفانا ثورة وكفانا احتجاجات وكفانا اضرابات ولنرحم بلدنا ولا نشمت بنا الأعداء.. وأولهم رؤوس النظام السابق الذين -وان كانوا وراء القضبان- إلا أنهم لا يخفون شماتتهم فينا ويقولون: هم لسة شافوا حاجة، والتي ذكرها أكثر من كاتب في مقالاته.. ايتها الأحزاب والقوي السياسية مطلوب منكم قيادة الجماهير إلي ميادين العمل والانتاج وكفانا كلاما. أم الفلول هي إعلامية وصحفية.. كانت ضمن حملة الرئاسة لمبارك في آخر انتخابات رئاسية له في 5002 وكانت عضوة بأمانة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك، وهي مكانة لم ينلها إلا من كان محط ثقة »جامدة« من جمال وأمه شخصيا.. وبهذه الثقة المكتسبة أصبحت ذات حظوة كبيرة، فانفتحت لها أبواب التليفزيون المصري وأصبح لها برنامج أسبوعي علي القناة الأولي مرة واحدة وضيوفه هم طليعة المسئولين وعلية القوم.. وكان أول ضيف في برنامجها هو جمال مبارك شخصيا والذي كانت جميع القنوات تتهافت عليه ليحل ضيفا عليها.. وظلت في موقعها رغم أنف الملايين حتي قامت ثورة يناير المباركة والتي صححت أوضاعا كثيرة كانت مقلوبة وطردت هذه الإعلامية من التليفزيون المصري شر طردة.. ولكن من باب حلاوة الروح سعت بكل جهدها حتي وجدت مكانا علي احدي القنوات الخاصة لتدعي منها أنها »ثورجية« بينما هي في الحقيقة أم الفلول.. كلما نظرت إليها أجدني أقول.. »يا عينك يا جبايرك«.