فيلم » روما » لألفونسو كوارون الذي يسيطر علي جوائز العام منذ عرضه في مهرجان فينيسيا في سبتمبر الماضي، ربما يغير كثيرا من المشهد السينمائي في العالم انطلاقا من أمريكا حيث قلعة الصناعة التي بدأت حصونها في التسليم شيئا فشيئا لشبكة »Netflix».. فبعد فوز فيلمها الوثائقي »إيكاروس» بالأوسكار العام الماضي واجهت معارضة قوية من بعض أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما لمنافسة آفلام نتفليكس علي جوائز الأوسكار لأنها لا تعرض في دور العرض هناك لأكثر من أسبوع واحد مما فسره البعض علي أنه عرض صوري لا يستهدف الجماهير، وهو ما يتنافي مع طبيعة الآفلام السينمائية، إلا أن فيلم »روما» كسر القاعدة،و تم عرضه منذ أسابيع ومازال مستمرا، ومنتظر أن يقتنص عددا من ترشيحات الأوسكار التي ستعلن الثلاثاء القادم تمهيدا لأعلان الجوائز التي سيكون للفيلم نصيب منها وتفرض نتفليكس نفسها وترسخ وجودها في عالم صناعة السينما، الذي كان ومازال يرفضها باعتبارها معول محتمل لهدم الصناعة القائمة علي التفاعل مع الجمهور في قاعات العرض وتحكمها آليات إنتاج مختلفة تماما عما تحتاجه أفلام تنتج للبث عبر الإنترنت ليشاهدها الناس في بيوتهم وعلي أجهزة صغيرة.. إلا أن صناع السينما بدأوا في رفع الراية البيضاء أمام استحواذ نتفليكس علي عدد كبير من المشتركين حول العالم ربما يصل عددهم 140 مليونا، وبدأوا بالتسليم واحدا تلو الآخر، كوارون وبول جرينجراس وأورسون ويلز، حتي أشد صناع السينما رفضا وهجوما لنتفليكس،وعلي رأسهم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي الذي أعلن مرارا عن تخوفه من انهيار صناعة السينما بعد سيطرة نتفليكس علي الواقع ونجاحها في كسر النمط الكلاسيكي للسينما، أحدث أفلامه »الرجل الإيرلندي» الذي يجمع بين العملاقين آل باتشينو ودي نيرو تنتجه نتفليكس وسيعرض حصريا بها ألا أنه اشترط عرضها بدور العرض تزامنا مع بثها ! منذ عدة أشهر، تتفاوض نتفليكس علي شراء دور عرض بالولايات الأمريكية لتتحكم في عرض أفلامها في الوقت والزمن الذي يناسبها لتكتمل حلقة السيطرة، وربما لتضمن البقاء قوية بعد انطلاق »ديزني بلس» الخدمة الجديدة التي تطلقها ديزني العملاقة لتنافس في مجال البث الإلكتروني والذي تدخر له عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات الجماهيرية وباشتراك شهري أقل من المنافسين »نتفليكس» أولا و»أمازون» ثانيا وعينها علي الزعامة لسوق الترفيه عبر الانترنت بآلياته الجديدة حتي ولو كان ذلك علي حساب صناعة السينما التي ربما تسير في نفق مظلم.