في مشهد مصري تاريخي يظهر عمق الدور التاريخي الذي يلعبه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية تابع الملايين مشاهد الاحتفالات بافتتاح مسجد الفتاح العليم وأكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط اللذين أقيما في زمن قياسي تأكيدا علي دور ومكانة مصر أرض السلام وحاضنة الأديان السماوية وأول من رفعت رايات التوحيد منذ آلاف السنين. وتكرر المشهد الذي تنفرد به مصر منذ مئات السنين عن سائر بلاد العالم عندما وقف إمام الأزهر يخطب مهنئا في افتتاح الكنيسة ويخطب البابا في افتتاح المسجد. وقد اندهشت من التغطية الأجنبية التي صاحبت الحدث ومن كلمات الرئيس ترامب فقد بدا بكل وضوح أننا نواجه إعلاما لا يعرف شيئا عن مصر. فبالنسبة لنا الحدث ليس جديدا في تاريخنا وثقافتنا ولكنهم اعتادوا أن يصدقوا الأفكار المغلوطة ويؤججوا معاني الانقسام والفتنة بالترويج أن مصر تضطهد المسيحيين. وأن هناك فتنة طائفية متفشية داخل المجتمع المصري تستدعي منهم فرض الوصاية والرعاية والمراقبة من أجل حماية الأقليات الضعيفة. لذلك كانت تغطيتهم للحدث باعتباره شيئا جديدا تعيشه مصر للمرة الأولي. لم يقرأوا عن دور الأزهر والكنيسة في تاريخ مصر الممتد وتصديهم لحملات التشويه ومحاربتهم لقوي الاحتلال وإسهاماتهم في نشر معاني المحبة والسلام منذ قرون سبقت نشأة دولهم العظمي. من ناحية أخري كانت الضجة المقصودة التي صاحبت حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برنامج 60 دقيقة علي قناة سي بي إس الأمريكية. وتناقلت المواقع دون تفكير أن الرئيس اعترف بوجود تنسيق وتعاون مصري مع إسرائيل وأضيف لهذه الكلمات أن الجيش المصري سمح للطائرات الإسرائيلية بضرب أهداف في سيناء. وهو ما لم يذكره الرئيس اطلاقا في الحوار. وهنا علينا الوقوف جميعا في وجه هذه القنوات والمواقع المشبوهة التي تريد أن تهز ثقتنا وإيماننا بجيشنا العظيم، وما الموضوعية التي يدعيها البرنامج في عرض وجهة نظر الإخوان ومنظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية والسيئة السمعة أيضا في حديثهم عن مصر؟. ولا ننفي هنا وجود أخطاء ولكن نظهر وجود النية السيئة المسبقة للحديث عن واقع مصر وما حدث وما يحدث. رغم كل الجولات الخارجية الناجحة التي قام بها الرئيس ورغم الثقة التي عادت بعد أعوام من التخبط وعدم الاستقرار.. لازال الإعلام الأجنبي يعمل كأداة للهدم بدعوي الدفاع عن حقوق الإنسان ولو كان هذا البرنامج كذلك فلماذا لم يسأل أي رئيس أمريكي عن سجن جونتانامو أكبر دليل في تاريخنا المعاصر عن همجية أمريكا وانتهاكها لكل القوانين في العالم؟ ولكن حملات التشويه أيضا ليست جديدة ولا خيانات الداخل كذلك ولكن الرهان كله علي درجة الوعي وعلي مدي ثقتنا في جيشنا العظيم وثوابتنا الوطنية.