إقبال ملايين المصريين علي الحملة القومية لمكافحة فيروس سي يؤكد نجاح الدولة في الاقتراب من الناس، وبداية قوية لحل مشاكل أنهكت المصريين. لا يخلو بيت في مصر من موجوع بفيروس سي وما يلحقه من فشل كبدي وسرطانات الكبد التي تفشت في قري مصر، صحوة كبيرة وخطوة إيجابية وهامة تستحق المساندة والتلاحم لتستمر حملات مكافحه الأمراض ولا تقتصر علي محاربة فيروس سي اللعين بل تمتد لكوكتيل الأمراض الذي حاصر المصريين. التهمت فاتورة العلاج مدخرات الشعب وتوحش غالبية الأطباء إلا من رحم ربي وتضاعفت فاتورة العلاج وقضي الناس أغلب وقتهم بين عذاب المستشفيات بخدماتها السيئة ورائحة الموت والإهمال التي شوهت المنظومة الصحية وتراجعت مهنة الطب والتمريض، ومايحدث من حراك وتصحيح للمنظومة الصحية يستحق المساندة لنقضي علي الأمراض التي أنهكت فاتورة الاقتصاد وتسببت في تغيير المسار لتضيع أموال باهظة كان من الممكن إنفاقها في أشياء مفيدة، عمليات تبديد دمرت المنظومة الصحية لكننا بدأنا التصحيح. وما تم إنجازه في مكافحة فيروس سي يتطلب شحذ الهمم وتحفيز رجال الأعمال وأهل الخير وطلاب الجامعات والمدارس وكل مصري للإسهام في مكافحة امراض عديدة ولعل بعض الجمعيات الخيرية بدأت في إقامة مستشفيات لعلاج السرطان بالمحافظات ونحتاج لاستنساخ تلك النماذج الناجحة والمشاركة الجادة مع الدولة في تطوير شبكة الصرف الصحي ومياه الشرب لنقضي علي انتشار العدوي والأمراض. صعوبات عديدة واجهتها مصر لكننا بدأنا تغيير الصورة بمشروعات عملاقة سنجني ثمارها عما قريب وكان من الضروري انجازها لأنها تأخرت كثيرا وتسببت في انحدار وتراجع الاقتصاد وتدني الخدمات.. تراكمات سنين طويلة نحاول بقوة تصحيحها لنعيد صورة مصر الحضارية ونغير خريطة الاقتصاد والاستثمار ونعزز منظومة النجاح ونأخذ مكاننا بين الدول. ستفتح المشروعات الجديدة طاقة أمل وباكتمالها وتشغيلها تتزايد المصانع وتزيد فرص العمل وتفتح مصادر رزق للملايين، نحتاج للتحرك والعمل وكفانا انتقادا ونواحا علي صفحات التواصل وضياع أغلب الوقت في التنكيت والتبكيت والانتقاد علي الفاضي والمليان. لن نصحح الوضع إلا بالعمل ولن تهبط الأسعار بمنحة من السماء.. فقط العمل وليس غيره. ولابد من التحلي بالإيجابية في مواجهة جشع التجار وتفعيل سياسة الترشيد لتكون مساهمتنا فعاله في التصدي لغول الأسعار. مبادرة القضاء علي فيروس سي مردودها الإيجابي وانتشارها بالميادين والمؤسسات والمصالح الحكومية يؤكد نجاحها ونحتاج لنشرها في ربوع مصر وتكرارها لمكافحة أمراض عديدة تواجه المصريين كالسمنة والتقزم وغول السرطان. بالتكاتف والمشاركة والإيجابية ستختفي سلبيات كثيرة من حياتنا وسنغير صورة بلدنا للأفضل، فما يتم إنجازه يدعو للفخر والأمل، والقادم مشرق بإذن الله.