عندما أطالع الصحف اليومية القومية والخاصة واتابع شاشات التليفزيون في القنوات العامة والاهلية والتقي مع الاصدقاء والزملاء وبعض المفكرون الاجلاء والناس بصفة عامة اجد امامي سؤالا واحدا يردده الجميع ويسأل عنه الكل ألا وهو »اين تتجه مصر في ظل هذه الظروف الصعبة«؟. وينتقل السؤال إلي الجلسات الخاصة والعامة وفي الشارع المصري بمختلف المواقع بلا رد واضح ومحدد واستعيد بذاكرتي تاريخ مصر القديم عبر آلاف السنين وأتأمل وأتابع ما كان يحدث في مصر في مختلف العصور الماضية واحلل ما يحدث في مصر الآن لأصل إلي نتيجة محددة ومقبولة ترتكز علي اسس سليمة واعمدة صلبة لبناء الدولة الحديثة الحرة والديمقراطية والمتقدمة حضاريا وعلميا وثقافيا ونفسيا اعيد النظر مرة اخري إلي الشارع المصري الآن والمجتمع ككل اشاهد العديد من المظاهر المتعارضة بل وبعضها مظاهر هدامة كاستمرار اعمال البلطجة كذا كثرة الاضرابات والاعتصامات والاعتراضات في وقت تتزايد به الخسائر الاقتصادية خاصة في البورصة المصرية والاسواق العامة مع توقف بعض المنشآت والمؤسسات الاهلية والحكومية عن العمل وتزايد حجم البطالة بالاضافة إلي عدم اتفاق قوي الشعب الوطني المختلفة علي رأي أو فكر أو هدف واحد محدد حتي الآن.. واتساءل أليس لدينا خيار واحد نتفق عليه ونلتف حوله حتي ولو كان به بعض النواقص ونسعي إلي تحقيقه لمصلحة مصر بأكملها وليس لفصيل بعينه فالمستقبل قادم لا محالة وعلينا ان نتفق علي الاقل علي الاساسيات ويمكن ان نختلف في بعض التفاصيل والجزئيات التي قد تعوق التقدم للأمام - مرحليا علي الاقل - واستشعر ان هناك عناصر خارجية لا يروق لها ازدهار مصر في المنطقة بل تسعي إلي تركيعها وتبث سمومها علي الملأ ولديها مخططات واضحة ومكشوفة فخروج مصر من الحلبة - لا قدر الله - يتيح للبعض من حولنا المزيد من النفوذ والاستغلال السريع.. فيا أهل مصر الشرفاء وابناءها الاعزاء حاذروا وسعوا إلي سرعة العودة إلي الاستقرار حتي ان لم تتحقق كل المطالب.. فامامنا مهام جسام وطريق طويل وشاق. ولنضع اقدامنا علي اوله حتي نستطيع الوصول إلي نهايته منتصرين وموفقين وفي امان تام.. لذا اري ضرورة سرعة القضاء علي اعمال البلطجة بجميع اشكالها وفي اسرع وقت ممكن مع العودة لانضباط الشارع المصري والكف عن المطالبات والاضرابات والاعتصامات الفئوية ولو مرحليا علي الاقل خاصة في ظل الموقف الاقتصادي الصعب الذي نعيشه الآن.. وعلي مدّعي الوطنية ان يراعوا ظروف مصر الاقتصادية الصعبة التي نعيشها الان كذا ظروفنا الاجتماعية المتدنية والبعد عن التحريض والاثارة التي تسيء إلي الشعب المصري ودولته العريقة وحتي نسعد بالاستقرار الذي يؤدي بدوره إلي دفع عجلة الاقتصاد للأمام.. فبالعمل والانتاج وبالجهد والاجتهاد نحقق الرخاء لامنا الغالية مصر ونعوض ما فاتنا من خسائر والذي لن يتأتي بالعربدة والبلطجة أو بالاعتصامات والاضراب عن العمل.. والله علي كل شيء قدير.