علي خط الازمة، وقف الاعلام الرياضي هذا الاسبوع في مصر وانجلترا »اهل الكلمة يواجهون انتقادات اهل الكرة« والعبارات خادشة والصدام عنيف.. في الوقت الذي كانت فيه عشرات الصحف الرياضية المصرية والبرامج الرياضية التليفزيونية تشن حملتها ضد البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للاهلي علي خلفية علاقة متوترة وتصريحات معيبة واتهامات غير لائقة! قبل ان تتدخل ادارة الاهلي ويعتذر جوزيه للصحفيين في بيان منه يوضح انه كان يقصد شخصا بعينه دأب علي التجاوز الشديد بحقه وبألفاظ يحاسب عليها القانون؟ كان الاسكتلندي أليكس فيرجسون المدير الفني التاريخي لمانشستر يونايتد يشن هو الآخر هجوما حادا علي الاعلام الفضائي الانجليزي ويقول في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية »بي بي سي« ان التليفزيون اصبح لديه قوة اكثر مما يجب في كرة القدم الانجليزية، واصحاب حقوق البث التليفزيوني وليست الاندية هم المسيطرون الان علي برنامج المباريات. واضاف مدرب المان يونايتد في هذه التصريحات التي ترجمها عنه موقع »اليوم السابع«: حين تصافح الشيطان عليك ان تدفع الثمن والتليفزيون يحتل مكانة عظمي الان، انه الملك وهذا الامر واضح تماما حين تنظر لبرنامج المباريات فستجد انهم يختارون كما يشاءون ان كانوا يريدون بث مباريات للفرق الكبيرة. وزاد فيرجسون من غضبته بقوله: »مواقف سخيفة تحدث بسبب سيطرة القنوات التليفزيونية علي بث المباريات حيث تجد نفسك تلعب يوم الاربعاء في بطولة اوروبية ثم تخوض مباراة محلية في وقت مبكر يوم السبت وليس لأي مدرب يد في الاختيار«. الي هذا الحد، بلغ غضب فيرجسون من سطوة الاعلام الفضائي الانجليزي يصفهم بالشياطين وانه ليس علي المرء الا انه يتقبل ما يقولون: »حين تصافح الشيطان عليك ان تدفع الثمن«. أليكس فيرجسون صاحب الرقم القياسي لبقاء اي مدرب مع فريق حول العالم منذ توليه تدريب المان يونايتد في 6 نوفمبر عام 6891 محطما رقم مواطنه مان بوسبي برصيد 42 عاما في الفترة من 5491 الي 9691 كنت قد سألته في اليابان اثناء قيادته للمان يونايتد في بطولة العالم للاندية قبل ثلاث سنوات: متي يمكن ان تترك مانشستر يونايتد وكيف يمكن لمدرب ان يستمر في مكان واحد كل هذه السنوات.. عندها رد فيرجسون: ولماذا ارحل اذا كان هناك توافق لي مع اصحاب النادي واتفاق علي الاهداف المطلوبة في كل مرحلة ونحن ننجز ما نحتاجه وانا سعيد بعملي طوال كل هذا الوقت، فلماذا أرحل؟ واذكر انني اثناء رحلة العودة من ذات البطولة سألت مانويل جوزيه: هل يمكن ان تكون انت »فيرجسون الاهلي« وتستمر مع بطل مصر لسنوات طوال، عندها رد المدير الفني للاهلي: قطعا اتمني، لكن ربما المناخ العام لا يساعد علي هذا، كما انني كبرت في السن ولا اقوي علي الاستمرار في العمل طويلا. واذا كان مدرب الشياطين الحمر الانجليز يري التعاطي مع الاعلام الرياضي بمثابة مصافحة الشياطين فإن المدير الفني للشياطين الحمر في مصر احتاج لتوضيح تصريح غاضب تجاه الصحفيين، ليقول في بيان انه يقدر دور الصحافة ويحترم الصحفيين عامة، لكنه حين وصف بعضهم ب »ناس قذرة« كان يشير الي شخص بعينه قال انه تقدم بشكوي ضده لرابطة النقاد بسبب الالفاظ التي يوجهها اليه والتي تخرج عن اطار النقد الي حيز التجريح والسب. فيرسجون الذي يبرر استمراره الطويل مع مانشستر بتحقيقه اهداف النادي في كل مرحلة، من الطبيعي ان يستمر مع حصول ناديه هذا الموسم علي 4.06 مليون جنيه استرليني من ايرادات البث التليفزيوني في الدوري الانجليزي وهو اكبر مبلغ يحصل عليه ناد في الدوري الممتاز. فكيف لا يستمر فيرجسون وهو الذي حقق للشياطين الحمر عشرات القاب في الدوري الانجليزي وفاز خمس مرات بكأس انجلترا ومرتين بكأس رابطة المحترفين ونفس العدد في دوري ابطال اوروبا وحصل مرة واحدة علي كأس الاتحاد الاوروبي والسوبر في نفس العام 1991 وتوج ببطولة العالم للاندية عام 9991 اضافة الي كأس الدرع الخيرية ثماني مرات ليكون تدريب الشياطين الحمر هو فترته الذهبية ومنحته ملكة بريطانيا لقب السير عام 9991 بعد ان حقق مع مانشستر الثلاثية: الدوري الانجليزي وكأس انجلترا وابطال اوروبا. انجازات عملاقة من الطبيعي ان تجعل للسير أليكس فيرسجون مكانة بارزة لدي جماهير مانشستر ليس في انجلترا او اوروبا وحدها ولكن حول العالم وان تجعل مانشستر هدفا مرصودا للاعلام الرياضي كله وخصوصا القنوات الفضائية التي تقدم للمان يونايتد اكثر من 06 مليون استرليني في موسم واحد بخلاف الحقوق الاخري التي تجعل اصحاب النادي الكبير يتمسكون باستمرار السير حتي وهو يشكو مما يعتبره مصافحة الشياطين! ويبدو ان هذه طبيعة الاندية الجماهيرية الكبيرة وقدر مدربيها في التعاطي مع الاعلام الذي قد يخرج- بل وكثيرا ما يحدث هذا- عن اطاره الطبيعي والقانوني اذ ان مانويل جوزيه هو ايضا ظاهرة حقيقية بل هو اكثر مدربي الكرة المصرية تحقيقا للبطولات مع الاندية وكسبا للشعبية وربما ايضا اثارة للجدل، ولعل هذه المكانة البارزة وطبيعة الاهلي وبطولاته وشخصية مانويل جوزيه والمتغيرات الاخيرة في العملية الاعلامية وتعدد وسائطها وتغير توجهاتها واحيانا جنوح اهدافها. مانويل جوزيه او »فيرجسون الاهلي« هو الاكثر حصولا علي البطولات في تاريخ الكرة المصرية والافريقية، فقد فاز مع الاهلي ب 02 بطولة متنوعة منذ بداية عمله مع الشياطين الحمر في مصر عام 1002 وحتي عودته للولاية الثالثة له مع الاهلي في ديسمبر من العام 0102 اذ قاد جوزيه الاهلي للفوز بالدوري المصري ست مرات وبدوري ابطال افريقيا اربع مرات وبكأس مصر مرتين والسوبر الافريقي اربع مرات والسوبر المصري اربع مرات. كما قاد جوزيه الاهلي في كأس العالم للاندية ثلاث مرات وحقق الميدالية البرونزية في المشاركة الثانية 6002. انجازات مثل هذه وشخصية مثل تلك التي عليها مانويل جوزيه، واداء اعلامي يفتقد في كثير من الاحيان لضوابط مهنية كافية من الطبيعي ان تثير كل هذا الجدل والاتهام المتبادل فهو- اي جوزيه- سيبقي هدفا مرصودا للإعلام لكن الامر بحاجة لالتزام كل طرف بحقوقه والاخرين. وهذا وحده ما يمنع الوصول لمستوي عبارات السب والقذف ومصافحة الشياطين.. لكنها تبقي سطوة الاعلام التي يري أليكس فيرسجون انها هي من تحكم كرة القدم حول العالم وليس برامج المدربين وخطط الاداريين وجداول المباريات.