معارك الصحفيين واحدة في كل أنحاء وطننا العربي حيث القوانين تحاصر الحريات، والفساد والاستبداد يسعيان لتكميم الافواه، والحكومات تريد من الجميع ان يغنوا لها كل صباح: ياسيدي أمرك!!. آخر المعارك يخوضها زملاؤنا في الاردن ضد قانون يفترض انه لمكافحة الفساد، وبدلا من ان يساعد الصحافة علي القيام بمهمتها في كشف وقائع الفساد، واذا به يضع العراقيل أمامها، ويضاعف العقوبات علي اي صحفي لا يقدم المستندات علي اي واقعة فساد اثارها، ونحن نعرف القيود التي يتم فرضها علي المعلومات في بلادنا، والصعوبات التي يواجهها الصحفيون للحصول علي المستندات. معركة الزملاء في الاردن ذكرتني بمعركتنا ضد لوبي الفساد في مصر الذي صعب عليه ان ينجح في الغاء الحبس في جرائم القذف والسب ضمن التعديلات التي تمت قبل خمس سنوات، فإذا بأحمد عز يخترع جريمة اسماها »المساس بالذمة المالية« لحبس الصحفيين الذين يتجرأون علي اثارة ما يفعله هو وعصابة اللصوص التي تفرغت لنهب مصر. وكان طبيعيا ان نرفض هذا العبث، وان ندخل في مواجهة مع زعيم العصابة ومع اغلبية البرلمان التي تأتمر بأمره والحزب الواقع تحت سيطرته. ومع ذلك كان صوت الصحفيين المتحدين حول مطالبهم العادلة هو الاقوي، وكان احتشاد الجمعية العمومية انذارا للجميع، وكان خروج الصحفيين المصريين في مظاهرة حاشدة الي مقر البرلمان يتقدمهم شيوخ المهنة وقادة العمل النقابي اعلانا بأننا سنتصدي لحزب الفساد حتي النهاية، ولم يكن هناك مفر من قرار النظام بالتراجع. كسبنا معركة ولكن الحرب لم تنته، مازالت هناك عقوبات بالحبس في عدد من جرائم النشر، ومازال حق الحصول علي المعلومات مصادرا، ومازالت اوضاع الصحفيين المهنية والاقتصادية تحتاج للكثير، وامامنا الان مهمة اساسية هي ان نحافظ علي وحدة الجماعة الصحفية، وان نختار القيادات النقابية القادرة علي مواصلة المعركة وانتزاع حقوق الصحفيين وتأكيد استقلال النقابة. عاصفة الديمقراطية قادمة ورياح الثورة ستنتصر حتما للصحافة وحريتها في مصر، وفي كل انحاء الوطن العربي.. تضامننا الكامل مع زملائنا في الاردن، ومع كل قلم عربي يحارب المعركة ضد الفساد والاستبداد.