[email protected] لستُ أدري لماذا ينظر الكثير من المثقفين إلي حضارتنا الثقافية نظرة ازدراء علي أنها أساطير الأولين لا تُغني فتيلاً في واقعنا المعاش، مع أن تلك الحضارة التي غطت بجناحيها علي العالم كله في وقت قصير وعلّمت الدنيا كلها، قادرة -لا تزال- علي ممارسة دورها القيادي، إن قلّبنا وجوهنا شطرها، بدلاً من تلك النظرة العجلي.. وليقرأوا مثلاً موقف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما وقف يُودع أحد ولاته قُبيل سفره إلي إقليمه، وألقي عليه هذا السؤال: ماذا تفعل إن جاءك الناس بسارق أو ناهب؟ فأجابه الوالي: أقطع يده. وعقّب عمر علي جوابه قائلاً : وإذن، فإن جاءني منهم جائع أوعاطل فسوف يقطع عمر يدك . وتابع حديثه المضيء قائلاً : إن الله قد استخلفنا علي عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم؛ فإذا أعطيناهم هذه النعمة تقاضيناهم شكرها.. يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً.. فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية. تُري هل سيأخذ الرئيس المصري القادم بهذه الحكمة العُمرية أم سيقفو خُطي سابقه الذي غضّ الطرف عن التاريخ والجغرافيا فأصابه من عقاب الله ما أصابه ؟