[email protected] في شارع قصر العيني.. هنا حيث تتجمع كل وزارات مصر.. يتجمع أيضاً كل المحتجين علي سياسات الحكومات.. يتجمع كل من له مطلب.. تتكدس السيارات.. تتعطل الأعمال.. يصرخ الصغير جوعاً وعطشاً بينما يهتف غيره بحقوقه.. يتألم المرضي بينما يحمل الثائرون لوحاتهم. حتي الأطباء والمعلمون أضربوا عن العمل.. ما كنا نتوقع ان يفكر طبيب أو معلم ان يفعل ذلك.. وقد فعله. فإن كنت مريضاً، فلا داعي لأن تمرض الآن »أثناء الاضراب« وإن كنت تلميذاً لا يهم أن تتعلم في مثل هذا الوقت »وقت الاضراب«. المرض ليس له وقت، فلا يصح أبداً أن يُضرب الطبيب بأي حال وفي أي وقت »حتي لو أعلن أن الاضراب لن يؤثر علي المرضي« فهذا هراء.. المرضي تأثروا فعلاً بالاضراب.. واسألوا مرضي العيادات الخارجية بالمستشفيات العامة.. والمرضي المطلوب لهم عمليات جراحية.. ومرضي الطواريء.. أطفال يصرخون.. رجال ونساء يتأوهون.. شيوخ لا يكادون يفعلون من شدة الألم العضوي والنفسي. أيها الأطباء لم يتعاطف معكم مصري واحد فالمريض أولي بذلك التعاطف.. فالمصريون كلهم يعانون مما تعانون منه سواء في المستوي الاقتصادي أو فوضي الشارع والأمان.. لكن المصريين لم يفكروا جميعاً في الاضراب.. فالمهم الصالح العام، ليس كم الجنيهات التي ستدخل جيب الموظفين سواء كان طبيبا أو مهندسا. أيها المعلم، الذي تربي أجيالاً.. تُري ماذا ربيت في هذا الجيل عندما رآك تجلس في حوش المدرسة أو علي بابها معترضاً لأن مرتبك لا يكفيك.. وكم من مرتبات لا تكفي ولا تسمن من جوع. أيها المعلم.. اخترت الوقت الخطأ.. والمكان الخطأ.. والزمان الخطأ، عند قررت الاضراب عن تعليم أولادنا واحسب أنهم أولادك. لن ينسي لك كل أب وكل أم ما فعلت بأبنائهم، وتركتهم نهبة الشارع. أنتم أيضاً لم يتعاطف معكم المصريون، فكلنا في بوتقة واحدة.. وكلنا نعاني. إن كت طبيباً أو معلماً.. اتق الله في مرضي الشعب المصري الذي لا ذنب له إلا أنه مريض فقير »أكثر منك« وذهب الي مستشفي حكومي.. فلم يجد من ينقذه.. اتق الله في أولادي وأولادك.. ربما تجد في آبائهم من لا يجد ثمن إفطار الأسرة لكن فضل أن يذهب ابنه للمدرسة ليتعلم، بينما لم يفطر هو وزوجته، وآثر أن يتلق ابنه حرفاً.. فهل سمعت أنك كدت أن تكون رسولاً. آخر اثنين يمكن أن يفكروا في الاضراب هما الطبيب والمعلم. فإن سامحكم الله علي فعلتكم لأنه غفور رحيم.. فاطلبوا العفو من المجتمع كله.