استأثر زوجي بهذا المكان.. ليس لأنه يملكه.. ولا لأنه دفع فيه الشيء الفلاني.. ولا لأنه حكيم يري ما لا يراه الآخرون من قيمة هذا المكان، الذي اصبح فيما بعد مهما جدا.. انها الصدفة وضيق ذات اليد والمشيئة. الشقة في الدور الأرضي.. تتمتع بمدخل خاص ومنور العمارة.. طريقة البناء جعلته جزءا من الشقة، وله باب خاص.. في البداية فرحنا بالمدخل الخاص فقد جعلنا نشعر بأننا من سكان الفيلات، بينما الشقة لا تتعدي حجرتين وصالة، وربما عوضنا المنور هذه المساحة الضيقة فجعلنا نشعر بمساحة أكبر للشقة علي غير الحقيقة. كنت متخوفة من مسئولية المنور الذي تشغله لوحة مفاتيح كهرباء العمارة والأسانسير بالاضافة الي المحبس الرئيسي للمياه.. وهي مسئولية رحب بها زوجي كأنه ملك كل شيء. في البداية سار كل شيء علي ما يرام.. تولي الزوج مسئولية فتح نور السلم مساءً وغلقه في الصباح.. غلق محبس المياه في حالة حدوث عطل عند اي من الجيران، وكذلك كهرباء الأسانسير. كان الود والجيرة الطيبة أشياء تحكم تصرفاتنا نحن وسكان العمارة.. لم تحدث مشكلة خاصة ان باب المنور الخارجي له أكثر من مفتاح، ويتولي احدهم المهمة اذا غبنا عن الشقة لأي ظرف. كبرنا.. أنجبنا اطفالا.. صاروا شبابا.. بدأنا نعرف بعض المشكلات.. عرف سكان العمارة معني كلمة مجلس ادارة يكون له رئيس واعضاء لحل المشكلات.. تدّخل سكان العمارات المجاورة.. كبرت المشكلات.. ولأن زوجي الأكبر سنا صمم ألا يدخل أحد المنور.. غيّر الكالون .. وضع محبس المياه داخل صندوق مغلق بمفتاح لا يحمله غيره. حتي الآن لم يصل السكان لحل مع زوجي الذي أصبح يلعب ألعابا صبيانية.. يغلق المحبس الرئيسي للمياه.. يصرخ السكان.. يصفق فرحا وشماتة.. أشاركه أحيانا، ونختلف أحيانا. يوم الجمعة الماضي.. دق الباب.. ضابط وأمين شرطة وعسكري يطلبون دخول المنور.. في المنور سجل الضابط انه وجد محبس المياه العمومي مغلقا من قبل الساكن- زوجي- عمل محضر.. إثبات حالة.. والباقي في القسم. مياه النيل.. دول المنبع.. سكان المصب الموضوع كله يحتاج وقفة ودراسة ودبلوماسية. [email protected]