انطلاقة قوية شهدتها الدورة الثانية والعشرون من مؤتمر الشرق الأوسط للحديد »كأس العالم للحديد»، الذي تنظمه شركة »ميتال بوليتان» العالمية المتخصصة في مجال صناعات الحديد والصلب وتستضيفه مدينة دبي وينهي أعمالة بعد غد، وتشارك فيه 800 شركة متخصصة في مجال صناعة الحديد والصلب من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتناقش فعاليات المؤتمر إجراءات الحماية العالمية وأسواق الشرق الأوسط والتأثير علي صناعة الصلب بالمنطقة. وتخطف مصر أنظار المؤتمر حيث تشارك بالفعاليات كبري شركات الحديد والصلب. ويشهد المؤتمر مناقشة العديد من الملفات المهمة علي رأسها تزايد إجراءات الحماية في الدول الكبري وبحث نتائجها والتي ستؤدي إلي اتخاذ إجراءات مماثلة حول العالم وفقا لرؤي عدد من المشاركين، الذين أكدوا ان ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية من إجراءات حمائية ضد واردات الصلب، والالومنيوم تسبب في قيام دول عديدة حول العالم باتخاذ إجراءات مماثلة لحماية صناعتها المحلية، مما ادي الي انخفاض واردات أمريكا من الصلب بنسبة 12% خلال التسعة شهور الأولي من العام الحالي. وتم التأكيد خلال الجلسة الاولي للمؤتمر علي أنه إذا استمر هذا الاتجاه حتي العام المقبل، فإن الأسواق المستوردة الأخري خاصة التي لا تضع إجراءات حمائية سيكون عليها أن تستوعب تحول مسار تجارة الصلب إليها، وستكون لهذه الإجراءات أضرار كبيرة علي التجارة العالمية، وتم الاستشهاد بمقولة مدير عام منظمة التجارة العالمية: »عندما نبدأ السير في هذا الطريق سيكون من الصعب جدا العودة مرة اخري». وخلال فعاليات الجلسة الاولي أطلقت الشركات تحذيرا بأن إجراءات الحماية تؤثر علي ثلث التجارة العالمية، حيث جاء تأثير إجراءات الحماية بالولاياتالمتحدة سريعاً فأعقبها وبشكل فوري اتخاذ إجراءات حماية مماثلة علي الفور في الاتحاد الأوروبي وتركيا، وينتظر أن تتخذ دول الاتحاد الأوراسي نفس الإجراءات قريبًا، ليبلغ حجم تجارة الصلب المتضررة من تلك الإجراءات نحو 150 مليون طن، تمثل 33% من التجارة العالمية. وتطرقت مناقشات اليوم الاول إلي ارتفاع أسعار الصلب بقوة في الأسواق الكبري التي تتخذ إجراءات حمائية، مثل أمريكا بما يقرب من 200 دولار للطن هذا العام بعد فرض 25٪ علي الواردات في أبريل الماضي. وعلي النقيض من ذلك، شهدت الأسواق المعتمدة علي التصدير مثل الصين وروسيا ارتفاعًا في الأسعار المحلية بمقدار 75 دولارًا فقط للطن، اضافة إلي اتساع الفوارق بين أسعار السوق الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلي أعلي مستوي لها علي الإطلاق، وفي الوقت نفسه، يواصل العجز التجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انخفاضه، بينما الطلب في ازدياد. وتمت الإشارة إلي أن القطاعات الرئيسية المستهلكة للصلب، مثل: الصناعات الهندسية والمعدنية والتشييد والبناء، تنمو بنسب مختلفة ومتفاوتة، فيوجد تباطؤ في نشاط السلع الهندسية والمعدنية، تسبب في تباطؤ نمو استهلاك مسطحات الصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما العكس صحيح بالنسبة لقطاع البناء والتشييد الذي ينمو بنسب أكبر وهو ما ساهم في معدلات نمو أكبر في استهلاك حديد التسليح حيث يعتبر هو القطاع الأكبر في كل دول المنطقة باستثناء ايران. وأكد عدد من المشاركين أنه رغم أن الطلب علي حديد التسليح أفضل من مثيله في مسطحات الصلب إلا أن النمو به مازال ضعيفاً، وتوقعوا أن يستمر النمو في نشاط التشييد والبناء خلال العام المقبل، وهو ما حقق نموا للطلب علي حديد التسليح بمعدل أسرع من الطلب علي مسطحات الصلب. وأوضح جورج متي مدير قطاع التسويق بمجموعة حديد عز أن التدابير الحمائية تنتشر بسرعة حتي في الأسواق التقليدية المفتوحة مثل دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلي أن الرابحين من الوضع الحالي هم المنتجون في أسواق الدول التي اتخدت اجراءات حمائية مثل: الولاياتالمتحدة حيث ارتفعت أسعار منتجات الصلب فيها بنسبة 50٪، في حين تم اغلاق السوق امام الواردات الأرخص. وبالتالي ، فإن التفاوت غير المسبوق في الأسعار في المنطقة يتطور، مما يضر بصناعة الصلب في الأسواق المختلفة مثل: أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف: أن الطلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس بالمستوي المأمول رغم ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي.. ففي إيران، أكبر دولة منتجة للصلب في المنطقة، أصبحت خططها لتوسيع طاقتها بأكثر من 25 مليون طن محل شك الآن بعد استئناف العقوبات. ومن المقرر ان يشهد غدا الخميس جلسة خاصة حول مستقبل صناعة الحديد والصلب ويلقيها عن مصر جورج متي، وذلك للمكانة التي تتمتع بها مصر باعتبارها ثاني اكبر منتج للصلب في منطقة الشرق الاوسط بإجمالي 17 مليون طن سنويا ، بالإضافة الي كونها من الدول التي لا تقوم بفرض رسوم جمركية علي واردات الحديد الأمر الذي بات يهدد هذه الصناعة.