يوم الجمعة أمس الأول كان عيد ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل. وقد قضاه في برقاش مع أسرته. لذلك كان من الصعب الذهاب إليه لكي نقول له: كل سنة وانت طيب. وقبل أن أفكر ماذا يمكن أن يكتب الإنسان في هذه المناسبة. خصوصاً أن حلقات حواره الأخير الثلاث في الزميلة الكبري الأهرام قد ملأت الدنيا وشغلت الناس. ويمكن الكتابة اتفاقاً واختلافاً حول ما جاء في الحوار. لكن صديقي خالد عبد الهادي فاجأني بموسوعة هيكلية شاملة فيها أعذب وأدق وأجمل ما قال هيكل في كتاباته المتناثرة. لا فضل لي في هذا المقال سوي الاختيار من الباقة الجميلة التي أرسلها لي خالد عبد الهادي وكانت تستحق أن تنشر كاملة وباسمه مزينة بصورته مع الأستاذ لولا أنها وصلت متأخرة. قلت لنفسي ما لا يدرك كله لا يترك كله. * اكتب وانشر وتكلم، ودع الأمواج تتكسر علي الصخر، ودع ومضات النور تلمع علي سطح البحر في كل اتجاه، وتنير كل بقعة تصل إليها، وأما الأمواج فليس في مقدورها غير أن تغسل الصخور كل مساء، وترتد عنها كل صباح. مقدمته لكتاب: الصحافة فوق صفيح ساخن لسلامة أحمد سلامة. * أنا واحد من الناس يعتقد أن التكريم الحقيقي للوقت هو أن تشغله بما هو مجد وما هو نافع وإلا يكون ما تفعله تضييع وقت، بل تضييع حياة أو تضييع عمر في النهاية. حواره مع خالد توحيد ضمن كتاب: كلام في الكورة - مفكرون وسياسيون علي المستطيل الأخضر. * الصورة لحظة من الحياة أمسك بها العلم وثبتها علي ورق . الصورة ليست مجرد ورقة مطبوعة بضوء وظل .. وإنما الصورة لحظة حياة أمكن بالعلم التقاطها والاحتفاظ بها، رغم بعد الزمان واختلاف المكان. مقدمته لكتاب: عبد الناصر - السجل بالصور لصلاح هلال. * مشكلة عانت منها مصر، ولا زالت تعاني، تتمثل في مفارقة مؤداها أن كثيرين من الذين ليس لديهم ما يقولونه في شئون هذا البلد وشجونه لا يكفون عن الكلام، بينما الذين لديهم ما يقولونه لا يملكون فرصة كافية لقوله. وإن كثيرين من القادرين علي الخدمة العامة محجوبون عنها، في حين أن المجال مفتوح - إلي درجة العربدة - أمام ثلاثية الجهل والعجز والفساد. مقدمته لكتاب: الحقيقة والوهم في الواقع المصري للدكتور رشدي سعيد * الصحفي ليس في مقدوره أن يكتب التاريخ، فتلك مهمة أكبر من طاقته، وأوسع من أي تحقيق يقوم به في حدث بذاته، ولعلها ابعد من عمر أي إنسان فرد، ثم إنها أعقد من أن تحتويها دفتا كتاب واحد. إن الصحفي - حتي وإن كان أحد شهود الحدث الذي يكتب عنه - يستطيع أن يقدم شهادة تاريخية، ولكن الشهادة التاريخية ليست تاريخا وإنما هي - إذا صدقت - تصلح لأن تكون "مادة تاريخية" أي عنصرا من العناصر، وزاوية من زوايا النظر حين يكتب التاريخ. وحتي إذا قيل، وفي القول كثير من الصحة، إنه ليس في العلم حياد، ولا في الفكر حياد (التكنولوجيا وحدها يمكن أن تكون محايدة)، فان هناك فارقا بين الانحياز الفردي وبين الانحياز الاجتماعي، لأن الانحياز الفردي يقوم علي الذات بينما الانحياز الاجتماعي يقوم علي رؤية. كتاب: حرب الثلاثين سنة - ملفات السويس ليس للصراحة مفهوم أخباري. الصراحة - رأي - أولا وأخيرا. الصراحة أن تعرض أمام قارئك قضية. وتحللها وتقول رأيك. كما تعتقد. وتتحمل شجاعة معتقداتك. ضمن كتاب : هؤلاء حاورهم مفيد فوزي * تحملت تجربة الحياة مع الوقائع بكل تكاليفها مؤمنا بأن الحياة لا تتجمد عند لحظة بعينها، ثم إن عجلة التاريخ لا تكف عن الدوران، كما تفعل عجلة ألعاب القمار، تدور بسرعة ثم تتوقف أمام رقم يفوز بالغنيمة من راهن عليه، بينما يخسر غيره لأن الحظ تخلي عنه، ويمضي إلي لعبة قمار ثانية ! كتاب: حرب الثلاثين سنة - 1967 سنوات الغليان * ان معرفتنا بماضي أي رجل هي نصف معرفتنا بمستقبله ! كتاب: العقد النفسّية التي تحكم الشرق الأوسط * الإعجاب يختلف عن الحب. وفي حين أننا نستطيع أن نمارس الحب في غيبة العقل، فإن الإعجاب لا يمكن أن يحدث بعيدا عنه، أي أن الإعجاب لا بد أن تكون له أسباب عاقلة، وإن لم يمنع ذلك من وجود أشياء أخري في الإعجاب لا تدخل من باب العقل، وإنما تنساب من خلال المشاعر. كتاب: موعد مع الشمس - أحاديث في آسيا * الاحتفال بالمناسبات واستعادة الأيام لا يعني تكرارها، ولكنه فيما أتصور استنهاض للروح التي حققت، وتذكرة لها بأنها تقدر دائما وتستطيع شرط أن تتوافر إرادة الفعل. مقدمته لكتاب: المثقفون والسلطة في عالمنا العربي للأستاذ أحمد بهاء الدين.