يقال والله أعلم ان الانتخابات البرلمانية ستبدأ بمجلس الشعب بعد شهرين، ومع ذلك فنحن حتي الآن ننتظر الخبر اليقين عن الموعد النهائي والترتيبات اللازمة، والاهم اننا ننتظر قرارا »قد يصدر اليوم أو لا يصدر!!« يحدد هل ستتم الانتخابات بالنظام الفردي او بالقائمة؟ او بنظام »نص أنا ونص إنت« أي نصف للقائمة ونصف للفردي، أو بتعديل النسبة لتصبح ثلث وثلثين، أو ربع وثلاثة أرباع، كما يفعل »الحاتي« حين تطلب منه »كيلو مشكل« من الكباب والكفته؟!. لا أعرف كيف يقبل حزب يحترم نفسه ويحترم الناخب ان يدخل انتخابات بعد شهرين لم يعرف قواعدها حتي الآن؟ كيف يعد قوائم مرشحيه علما بأن اسس اختيار المرشح تختلف حين تكون الانتخابات بالقائمة أو الفردي؟ وكيف يخوض مرشح الانتخابات بعد أسابيع في دائرة لا يعرف حدودها حتي الآن وهل ستكون هي الدائرة القديمة كما كانت في انتخابات سابقة ام ستكون تجميعا لثلاث او اربع دوائر في دائرة ستكون بحجم دولة؟. لماذا البطء القاتل في اتخاذ قرار كان يمكن اتخاذه منذ شهور؟ ولماذا الاستعجال المثير للجدل في التنفيذ؟ ولماذا الارتباك في قضية كان من السهل حسمها بعد ان اسقطنا الدستور واصبح في مقدورنا ان نصنع القواعد الجديدة دون قيود؟.. علم ذلك كله عند الله، وعند أصحاب القرار وربما أيضا عند.. أصحاب النصيب!!. لا أحد يشك في حسن النوايا، ولا في الرغبة في ادارة انتخابات نزيهة، ولكن القضية الاساسية أكبر من ذلك، وتتجاوز كل هذه التفاصيل، وكل هذه الخلافات حول الاجراءات والمواعيد. القضية الاساسية ان اي نظام انتخابي يتم وضعه في هذه المرحلة الحاسمة ينبغي أن يكون هدفه هو ان نمتلك البرلمان الذي يمثل الثورة تمثيلا حقيقيا.. فهل هذا هو ما تتوقعه من هذه الانتخابات؟. اخشي أن تكون الإجابة هي »لا« فالفلول جاهزة، وبعض من يتصدرون المشهد كانوا من أركان النظام السابق حتي ولو حملوا لافتات المعارضة»!!« منهم من عقد الصفقات مع النظام، ومنهم من تم تزوير الانتخابات لصالحه ومنهم من كان ينتظر.. ويتمني»!!«.. وشباب الثورة القادم بلا خبرة ولا تنظيم انقسم وتبعثر. ماذا سيحدث عندما تجد قوي الثورة نفسها خارج البرلمان؟ أرجو أن يمتلك أحد الاجابة قبل أن تفاجئنا الأحداث!!.