قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيطلب الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الاممالمتحدة متحديا المعارضة الشديدة من اسرائيل والولاياتالمتحدة. ويثير هذا التوجه الفلسطيني العديد من الاسئلة حول نتائج هذه المحاولة وعواقبها الايجابية او السلبية المحتملة علي القضية الفلسطينية. وأول هذه التساؤلات .. لماذا يريد الفلسطينيون الذهاب للامم المتحدة؟ - يقول عباس ان 20 عاما من محادثات السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة وصلت الي طريق مسدود ويريد تصويتا في الاممالمتحدة ليخلع علي الفلسطينيين عباءة الدولة التي يحلمون بها. غير انه يعترف بأنه لا تزال هناك حاجة لمفاوضات مع اسرائيل من اجل انشاء دولة تؤدي مهامها بشكل صحيح. الفلسطينيون يريدون الاعتراف بحدود 1967.. لماذا؟ - تقول السلطة الفلسطينية ان وضع دولتها بصورة نهائية في سياق الاراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 لا يزال يوفر شروطا واضحة للمرجعية ويعني ان اسرائيل لن يصبح بمقدورها وصف الاراضي "بالمتنازع عليها" بل سيوضح انها محتلة. وتخشي اسرائيل ان يمكن ذلك الفلسطينيين من بدء اجراءات قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نحو 500 الف اسرائيلي يعيشون في القدسالشرقية والضفة الغربية. كيف تعترف الاممالمتحدة بالاعضاء الجدد؟ - عادة ما تقدم الدول الساعية للانضمام للامم المتحدة طلبا للسكرتير العام الذي يرفعه الي مجلس الامن ليقيمه ويصوت عليه. واذا وافق المجلس المكون من 15 دولة علي طلب العضوية فانه يرفعه بدوره الي الجمعية العامة لاقراره. ويحتاج الطلب لاغلبية الثلثين او 129 صوتا من اجل اقراره. ولا تستطيع دولة الانضمام الي الاممالمتحدة الا اذا وافق مجلس الامن والجمعية العامة علي طلبها. هل بوسع الفلسطينيين الانضمام للامم المتحدة؟ - نظريا نعم. لكن واشنطن اوضحت انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد طلب من هذا القبيل وهو ما يعني انه ليس امامه من فرصة للنجاح. وحتي اذا حصل الفلسطينيون علي اغلبية الثلثين في الجمعية العامة فلا سبيل للالتفاف علي الحاجة لموافقة مسبقة من مجلس الامن. هل يمثل وضع "الدولة غير العضو" خيارا؟ - بالاضافة الي التقدم بطلب العضوية الكاملة بالاممالمتحدة يستطيع الفلسطينيون ايضا تحسين وضعهم كمراقب الي دولة غير عضو وهو وضع الفاتيكان حاليا. ويقول مبعوثو الاممالمتحدة ان مثل هذا الوضع يمكن ان يفسر كاعتراف ضمني من الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية لان الجمعية العامة ستعترف بسيطرة الفلسطينيين علي دولة فعلية. ومن مميزات هذا الخيار هو انه يتطلب اغلبية بسيطة في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة لا اغلبية الثلثين. وقال عباس يوم الجمعة ان اكثر من 126 دولة تعترف بالفعل بدولة فلسطين وهو ما يعني احتمال فوزها بسهولة بهذا التصويت. ما هي مزايا ذلك؟ - بجانب منحهم لقب "دولة" المهم يقول دبلوماسيون انه قد يمكن الفلسطينيين من الانضمام الي المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكنهم رفع دعاوي قضائية ضد اسرائيل بسبب حصارها الجزئي لغزة او المستوطنات. هل هناك اي عيوب بالنسبة للفلسطينيين؟ - هناك اخطار محتملة. فعلي سبيل المثال يمكن لاسرائيل ان تقاضي الفلسطينيين امام المحكمة الجنائية الدولية بسبب الصواريخ التي اطلقوها من غزة التي تديرها حركة حماس. ويحذر بعض المنتقدين من العواقب القانونية علي الفلسطينيين انفسهم وقالوا ان هذه الخطوة قد تعرض حقوق اللاجئين في الشتات للخطر وكذلك وضع منظمة التحرير الفلسطينية. ويرفض اخرون بعض هذه الاقاويل.. وكذلك لن يغير تصويت الاممالمتحدة من الاوضاع علي الارض في الاراضي الفلسطينية وهي حقيقة قد تزيد من اضعاف موقف القيادة الفلسطينية عندما تهدأ الامور. ويحذر بعض الاسرائيليين من ان فشل المسعي الفلسطيني قد يغذي العنف المناهض للاسرائيل بل ربما يطلق شرارة انتفاضة جديدة. ويرفض مسؤولو السلطة الفلسطينية هذا الاحتمال.