هل هناك علاقة بين الاسم و بين الفرص أمام حامله في الحصول علي وظيفة؟! السؤال غريب. والإجابة عنه أغرب. والتعرف عليهما يدهش القارئ. سيدة عربية، مسلمة، من شمال إفريقيا تقيم منذ سنوات مع زوجها وطفليها في مدينة مارسيليا الفرنسية. الزوج يعمل عاملاً في أحد المصانع، والزوجة تساعد في دخل الأسرة بالعمل كمدبرة منزل لدي الآخرين. الطفلان: »محمد« 10سنوات و »فاطمة« 8 سنوات يدرسان في إحدي مدارس الحي الشعبي الذي تقيم الأسرة في شقة من شققه. الحياة بالنسبة للعائلة المهاجرة صعبة. فالدخل قليل. وتكاليف المعيشة في فرنسا مرتفعة. والزوجة قلقة ليس علي نفسها و زوجها، وإنما قلقها المتزايد يوماً بعد يوم علي طفليها. فهي تخطط لمستقبلهما من الآن. لا تريد لإبنتها »فاطمة« أن تعمل مستقبلاً ك »مدبرة منزل« مثلها، كما تتمني لإبنها »محمد« وظيفة أكثر دخلاً، وضماناً، من الوظيفة التي يشغلها والده حالياً، ثم يتعرض للبطالة حيناً تالياً. حقيقة أنها تحرص علي انتظامهما في المدرسة الحكومية، وتحلم لهما باستكمالها لمضاعفة فرصهما في الحصول علي وظيفة أرفع شأناً وأكثر دخلاً، لكن حقيقة أنها من وجهة نظرها متشائمة من عدم تحقيق ما تتمناه لطفليها. في حديثها مع إذاعة »أوروبا 1« قالت السيدة العربية، المسلمة، الجزائرية، إنها تقدمت بالفعل إلي الجهة المعنية في مرسيليا بطلب تغيير اسمي طفليها، ليصبح »محمد«: »كيفين«، و تتخلي »فاطمة« عن اسمها لتصبح: »ناديا«.. وهو اسم مشاع بين المسلمين والمسيحيين. وعندما سألتها إذاعة »أوروبا 1« عن أسباب تغيير الاسمين المسلمين واختيار آخرين مسيحيين؟ نفت الأم إرجاع طلبها لأسباب دينية، أو سياسية، أو عنصرية. فهي وكل أفراد أسرتها كما تقول متمسكون بديانتهم، وتعاليمها، ويتفاخرون بحمل هويتها. أرجعت الأم الحالمة بمستقبل أفضل لأولادها في الغربة مخاوفها علي المستقبل أخذاً، وتأثراً، واضطراراًَ، بما أعلنته رئيس الحزب اليميني المتطرف »مارين لو بن« ابنة، ووريثة، أكثر الفرنسيين كراهية للعرب واليهود والأفارقة، لخوض انتخابات: »جان ماري لو بن« وطالبت فيه، مؤخراً عبر القناة التليفزيونية الفرنسية: France 2 بأن: »علي كل المهاجرين المتجنسين في فرنسا أن يغيروا أسماءهم، وأسماء أولادهم، إلي أسماء فرنسية«! وتلبية لهذا المطلب العنصري، التعصبي، من مرشحة حزب اليمين المتطرف في كراهيته لمقيمي دول العالم الثالث في فرنسا.. اضطرت السيدة العربية، المسلمة، الجزائرية رغماً عنها إلي التقدم بطلب لتغيير اسمي طفليها: »محمد« إلي »كيفين«، و»فاطمة« إلي »ناديا«! نصيحة الشهيرة في تعصبها، ومقتها لمهاجري دول العالم الثالث والرابع »مارين لو بن« ليست وحدها التي أجبرت السيدة الجزائرية، الملتزمة بدينها الإسلامي، علي طلب تغيير أسمي طفليها، وإنما لاقتناعها بالدراسة التي نشرتها في العام الماضي صحيفة: »لو باريزيان« وأكدت فيه أن أسماء »أنجلوساكسون« تتضاعف فرص أصحابها في نيل الوظائف علي عكس من ينادون بأسماء أجنبية تعبر عن هويات دينية مختلفة. وضربت »لو باريزيان« مثلاً علي ذلك بأن فرصة »كيفين« و»كيلي«، و»سيندي« و»براندون« وغيرها من الأسماء اللاتينية في الحصول علي وظائف مرموقة .. أضعاف الفرص المتاحة أما من يحملون أسماء: »محمد«، و»علي«، و»فاطمة«، و»زينب«. ..وللحديث بقية.