نيل المنصورة له سحر خاص.. فعلي شاطئيه أبدع أدباؤها وشعراؤها وفنانوها فكرا وأدبا وشعرا وشدا المطربون وعلي رأسهم: أم كلثوم والسنباطي وابراهيم ناجي وأنيس منصور وعلي محمود طه وكامل الشناوي وغيرهم الكثيرون. ورغم الانتهاكات التي تعرض لها شاطئاه علي مر السنين إلا أن أفئدة أبناء الدقهلية تهفو لنسماته لذا يتلهفون لممشي يعيد لهم أجمل ذكريات الماضي وليمرح أطفالهم ويتمتعون معهم في هذا المكان الساحر. لكن ماذا يقول أبناء المنصورة عن هذا الحلم ؟ - المهندس محمود سعد المرسي يشير إلي أن المنصورة تكدست بسكانها وتقلصت فيها المساحات الخضراء والمتنزهات وحجبت الأندية شاطئي النيل من المنصورة وطلخا علي حد سواء وأصبح إيجاد متنفس لأبنائها البسطاء ضرورة حتمية حيث ان عضوية الأندية لايقدر عليها معظم أبناء المدينة ولا تخدم تلك الأندية إلا أعداداً قليلة من أبناء المحافظة لذا يجب أن تسارع وزارة الموارد المائية وأجهزة المحافظة بإنشاء مثل هذا الممشي ليكون متنفسا للجميع ولن يتم ذلك إلا بإزالة كل التعديات القائمة حاليا. مسعد السروجي مدرس يشير إلي أن من يريد أن يعرف أهمية مثل هذا الممشي عليه أن يتجول في مدخل مدينة المنصورة من جهة الجامعة ليلا ليشاهد مئات الشباب بل ربما الآلاف في بعض المناسبات وكادوا يغلقون مدخل المدينة من تجمعهم لعدم وجود مكان مناسب لهم إلا هذا المكان وأصبحت تلك الظاهرة مؤسفة وتحتاج لعلاج حفاظا علي المظهر الحضاري للمدينة. وهذا مايؤكده أيضا المحاسب وليد أحمد عويس مشيرا إلي أن مداخل مدينتي المنصورة وطلخا أصبحت أماكن لتجمع شبابها علاوة علي المقاهي التي انتشرت في شارع وحارة بالمدينة وأصبح احتلالها للأرصفة وجزء من الشارع أمرا مألوفا في كل أحياء المدينة لذا فإن إقامة مثل هذا الممشي وغيره من المتنفسات التي يبحث عنها أبناء المدينة ضرورة حتمية. أما الفنان التشكيلي محمود خفاجي فيؤكد علي أن انشاء مثل هذا الممشي يمكن أن يساهم في تنشيط حركة السياحة بالمنصورة علي أن يتم مراعاة تصميماته لتمزج طبيعة المحافظة مع أحدث التصميمات المعمارية العالمية ويمكن أن يخصص به جانب للفنانين التشكيليين من أبناء المحافظة لعرض إبداعاتهم علاوة علي اتاحة فرص عمل للشباب بإقامة مشروعات لهم بالممشي المنتظر إقامته. المهندس سعد موسي وكيل وزارة الموارد المائية والري بالمحافظة يشير إلي أن هناك اهتماما كبيرا من قبل الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري والمحافظ الدكتور كمال شاروبيم بسرعة تنفيذ هذا المشروع الحضاري بهدف الاستفادة من مجري نهر النيل ملاحيًا ومواجهة التعديات علي جانبيه وخلق منظر جمالي يستفيد منه الجميع. وأشار إلي أنه سيتم الانتهاء من دراسة الموقع المقترح بالمدينة وعرضه علي المحافظ خلال أيام وفور إقراره سيتم البدء في تنفيذه. مضيفا أنه تم إنجاز الخرائط والرسوم ورفعها لمعهد بحوث النيل لمراجعتها والتأكد من صلاحيتها للمشروع ودراسة مدي تأثيرها علي المجري الملاحي.. المحافظ الدكتور كمال شاروبيم أكد علي اهتمامه بالمشروع قائلا : إن نهر النيل ليس ملكا لأحد باعتبار أن أراضي النهر وجوانبه تمتلكها الدولة ولن يسمح بالعودة إلي فوضي التعديات مرة أخري وذلك بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية وكل الجهات المعنية. وأضاف أن العمل يجري علي قدم وساق في مشروع الأتوبيس النهري الذي سيري النور قريبا ليحقق حلما من أحلام أبناء المحافظة ونستهدف الوصول بالأتوبيس النهري حتي ميت غمر وليس المنصورة فقط.. وسيتم البدء في إنشاء الممشي فور انتهاء دراسته في غضون أيام وسيمثل المشروعان طفرة كبري في الاستفادة من نهر النيل سواء في النقل النهري أو تعظيم قيمته الاقتصادية ليدر موارد مالية للدولة.. لذا سنحرص علي أن يستفيد الممشي المزمع إقامته من مشروع الأتوبيس النهري الذي يجري تنفيذه حاليا.