لم يكن فوز المنتخب الوطني علي تونس مساء أمس الأول 3/2 مساء أمس في الجولة الخامسة للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الافريقية 2019 بالكاميرون.. مجرد انتصار في مباراة لكرة القدم بل المنتخب الوطني أزاح عقدة استمرت مايقرب من 16 عاما وتسعة أشهر و21 يوما عند آخر فوز حققه المنتخب الوطني علي نظيره التونسي في أمم افريقيا 2002 واحرز الهدف وقتها النجم حازم امام.. وجاء فوزه في موقعة برج العرب ليؤكد لنا جميعا ان المنتخب استطاع أن يفك رموز الشفرة التونسية بالفكر الهجومي للمكسيكي أجيري فبالرغم من تقدم المنتخب التونسي بهدف مبكر إلا أن المنتخب استطاع أن يستعيد توازنه بكفاء ومهارة تريزجيه والذي كان في افضل حالاته الفنية علي الاطلاق وأحرز هدف التعادل وسط كثافة دفاعية للاشقاء واستمر في الشوط الثاني الاداء الهجومي للمنتخب بالرغم من وجود معاناة واضحة في مركز صانع الالعاب في ظل استبعاد عبد الله السعيد منذ تولي الجهاز الفني تدريب المنتخب وكذلك عدم ضم وليد سليمان صاحب الاداء الفني المتميز مع الأهلي في المرحلة الاخيرة الامر الذي دفع الحاوي علي اعلان اعتزاله اللعب الدولي كنوع من الرد علي عدم اختياره في قائمة مباراة تونس وقد نحج المنتخب في احراز الهدف الثاني لكن الاخطاء الدفاعية استمرت في الفريق ومن ثم فان مرمي الشناوي استقبل الهدف الثاني قبل أن يقوم الفرعون صلاح بإحراز هدف الانتصار الغالي في اللحظات الاخيرة وهو فوز معنوي مهم للغاية. صحيح ان المنتخب مازال في المركز الثاني في المجموعة بسبب المواجهة المباشرة امام المنتخب التونسي بعد أن حقق الفوز علي منتخبنا بهدف في تونس في شهر رمضان الماضي.. لكن الانتصار يساهم في زيادة نقاط المنتخب الوطني في التصنيف اضافة إلي انهاء عقدة استمرت طويلا فالمنتخب اصبحت له أنياب هجومية واضحة مع اجيري بينما اصبح يحتاج إلي طريقة كوبر الدفاعية البحتة التي كان يعتمدها الأرجنتينيي مع المنتخب لما يقرب من أربع سنوات, وأبدي أجيري سعادته الشخصية بهذا الفوز علي فريق كبير بحجم المنتخب التونسي, وتسجيل ثلاثة أهداف رائعة ومختلفة أحرزهم الثلاثي محمود حسن تريزيجيه وباهر المحمدي ومحمد صلاح, فيما أحرز هدفيّ نسور قرطاج نعيم السليتي. وقال أجيري إن اللقاء جاء متكافئا بين الفريقين, وانه سعيد بمنح الفرصة فيه لأربعة وجوه جديدة بالمنتخب هم : باهر المحمدي وصلاح محسن ومحمد محمود وطاهر محمد طاهر, ليحافظ بذلك علي سياسته بضرورة النزول بالمعدل السني للاعبين, وتجديد دماء المنتخب باستمرار من أجل تكوين فريق قوي ودكة بدلاء قوية وقادرة علي تحقيق الفارق في أي وقت وأي مباراة, وتكوين جيل جديد من اللاعبين يكون قادرا علي الاستمرار لفترة طويلة والمشاركة في كأس العالم 2022 و2028. وبالنسبة للطريقة الهجومية فقد ظهر تألق الثنائي تريزيجة وعمرو وردة وتطوير مستواهما خلال اللقاء, وذلك بحرية التحرك هجوميا داخل الملعب والتي منحها لهما أجيري وهو ما تسبب في إحراز الهدفين الأول والثاني, لكن ينقص المنتخب حاليا تواجد لاعب طويل القامة في الخط الأمامي لاستغلال الكرات العرضية واحراز الأهداف من داخل منطقة الجزاء بالشكل الذي يرغبه أجيري الذي يعشق العرضيات, حيث أرسل المنتخب 28 كرة عرضية خلال لقاء تونس, لم تصل الكرة لأي لاعب داخل منطقة جزاء تونس إلا في 3 منها فقط, وهو معدل ضعيف يعكس عدم استغلال المنتخب للعرضيات, وربما يكون ذلك بسبب قصر قامة المهاجمين المصريين. ولم ينكر أجيري وجود بعض الأخطاء الدفاعية التي منحت المنتخب التونسي فرصة التقدم بهدف واحراز الهدف الثاني, الا انه علق علي ذلك بأن مرحلة التغيير الكبيرة التي يتبعها المنتخب لابد أن يحدث فيها بعض المشاكل في الخطوط الدفاعية, لكن ذلك من السهل معالجته عندما يلعب اللاعبون مع بعضهما العديد من المباريات, وبشكل عام لم يظهر المنتخب التونسي بالشكل الخطير وكان منتخبنا الأفضل في أغلب فترات المباراة. ورفض أجيري فكرة »منتخب صلاح» مجددا, مؤكدا أن محمد صلاح لاعب مميز وعالمي وأنه شخصيا يفتخر بتدريبه, ويتمني ان يكون لديه في المنتخب 10 لاعبين مثله لأن ذلك سيفيد الكرة المصرية والمنتخب بقوة, لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن الفريق لديه مجموعة من العناصر المميزة بإمكانيات مرتفعة والتي ستخدم الكرة المصرية بقوة خلال الفترة المقبلة, وتحتاج فقط لكثرة المباريات الودية معا لزيادة التأقلم, خاصة ان كرة القدم لعبة جماعية. وأضاف المدير الفني للمنتخب انه كان يأمل في إقامة مباريات ودية للفراعنة خلال الفترة المقبلة, خاصة أن اول مباراة رسمية قادمة ستكون في مارس المقبل أمام النيجر بالجولة الأخيرة للتصفيات الافريقية, إلا أن ضغط مباريات الدوري يحول دون إقامة وديات جديدة. ونفي أجيري أن يكون قد قام بإشارة خارجة بعد الهدف الأول للمنتخب الذي أحرزه تريزيجيه, حيث قال أن هذه هي كرة القدم وانه يعمل في مهنة التدريب منذ 40 سنة ويعرف تماما معني تصرفاته, وان هذه الحركه طبيعية في أجواء كرة القدم والمنافسات الرياضية, وذلك بعد ان تقدم المتحدث الإعلامي لمنتخب تونس بشكوي رسمية للكاف ضد أجيري بسبب إشارته.