يستطيع الزائر للعاصمة الدنماركية ، كوبنهاجن، أن يلاحظ من الوهلة الأولي الارتفاع الكبير في رسوم الانتقال بالتاكسي أو حتي بوسائل النقل العامة من قطارات وأتوبيسات وترام ،حتي في حالة مقارنتها بالعواصم الأوروبية الأخري ، وقد تغلب الدنماركيون علي هذه المشكلة، بالاعتماد علي استخدام الدراجات باعتبارها وسيلة نقل أساسية، وتوجد مسارات خاصة ، ممهدة لها، ولها قدسيتها وقواعدها التي تعادل في اهميتها مسارات السيارات، كما انه يوجد أماكن انتظار خاصة بالدراجات عند مدخل كل منشأة وعند محطات المترو والقطار، كما أنه من الأمورالمعتادة أن تجد احد الوزراء يركب دراجاته من بيته الي مقر الوزارة، ولا يعد تزيدا أو للفت الإنتباه ،من هؤلاء جريتا روستبول وزيرة الثقافة الدنماركية السابقة وعضو مجلس ادارة المعهد المصري الدنماركي للحوار التي تستخدم دراجتها التي تحبها علي حد وصفها في كل تنقلاتها، جدير بالذكر ان تكلفة ليتر البنزين 92 تقترب ممايعادل 14 جنيها مصريا، والسولار بحوالي 12 جنيها، والزائر المصري للدنمارك التي تعد من أعلي دول العالم في مستوي الرفاهية يذهل دائما مما يراه ويقارن، متسائلا ألسنا أولي بالإعتماد بصفة أساسية علي استخدام الدراجات كوسيلة نقل محترمة في شوارعنا، وتحديدا في منطقة "مثلث الرعب" في وسط القاهرة، هذه السياسة التي تحتاج الي ثقافة مجتمعية غير موجودة ستحقق عدة فوائد، نحن في أمس الحاجة اليها في وقت ندفع فيه دعما للطاقة يتجاوز ال80 مليار جنيه تحترق سنويا في اشارات المرور المغلقة في شوارع المحروسة .