شهد قطاع غزة أمس تصعيدا جديدا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية.فقد استمرت عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف الفلسطينية من غزة والغارات الإسرائيلية علي القطاع بعد عملية توغل فاشلة للقوات الخاصة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي. وقصفت الطائرات الإسرائيلية عدة مواقع في غزة لترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلي 12 بعد استشهاد اثنين صباح أمس كما أصيب 25 آخرين. وجاءت الحصيلة الجديدة لأحدث موجات العنف بعدما ضربت طائرات الاحتلال نحو 150 هدفا في القطاع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي ردا علي إطلاق الفصائل الفلسطينية نحو 400 صاروخ وقذيفة علي إسرائيل، في مواجهات تعد هي الأخطر منذ حرب غزة 2014. وأصيب عشرات الإسرائيليين من بينهم سيدة حالتها حرجة كما قتل شخص بعدما أصاب أحد الصواريخ من غزة مبني في عسقلان. ودمرت غارة إسرائيلية مبني»قناة الأقصي» التلفزيونية التابعة لحماس وفندقا يضم مكاتب لأجهزة الأمن في غزة. وهددت المقاومة الفلسطينية في غزة باستهداف ميناء أسدود الإسرائيلي ومدينة بئر السبع أكبر مدن الجنوب الإسرائيلي بالصواريخ إذا لم توقف إسرائيل إطلاق النار. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل »جوناثان كونريكوس» إن تقديرات الجيش تفيد بأن حماس والجهاد الإسلامي لديهما أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة مورتر وهي قادرة علي الوصول إلي المدن الرئيسية في إسرائيل مثل تل أبيب والقدس. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر لبحث الخطوات التالية في حين أرسل الجيش تعزيزات من المشاة والمدرعات إلي الحدود مع غزة. وتثير عمليات العنف الأخيرة بين غزة وإسرائيل مخاوف من اندلاع حرب رابعة بين الطرفين. وحث الأردن علي تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي علي القطاع المحاصر من أجل حماية الأبرياء مؤكدا خطورة التصعيد في غزة. كما حث الأمين العام للأمم المتحدة »أنطونيو جوتيريش» كل الأطراف علي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس. وأكد منسق الأممالمتحدة الخاص نيكولاي مالادينوف أنه يواصل العمل عن كثب مع مصر وكل الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء وإبعاد غزة عن حافة الهاوية. وكانت مصادر قد أفادت بأن القاهرة تكثف من اتصالاتها مع الجانبين لوقف التصعيد التبادل وضرورة الالتزام بالتهدئة والتقدم الذي تحقق خلال الفترة الماضية وعدم الانزلاق إلي الصراع المسلح.