استمرت إسرائيل في شن المزيد من الضربات الجوية على قطاع غزة يوم الثلاثاء في حين واصل نشطاء فلسطينيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل في أعنف تصعيد بين الجانبين منذ حرب غزة عام 2014. وقد يقوض التصعيد، الذي قتل فيه ستة فلسطينيين خمسة منهم نشطاء ومدني في إسرائيل منذ يوم الاثنين، جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للوساطة في وقف إطلاق نار طويل الأمد وتجنب صراع كبير آخر في القطاع الفقير. وقال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس المهيمنة في غزة وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 400 صاروخ أو قذائف مورتر عبر الحدود بعد تنفيذ هجوم مفاجئ بصاروخ موجه على حافلة أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي. ووابل الصواريخ هو الأكبر منذ حرب غزة عام 2014 بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين. وتقول حماس إنها ترد على توغل إسرائيلي فاشل في غزة أسفر عن مقتل أحد قادتها وستة مسلحين. وقُتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل كذلك في الواقعة. ودوت صفارات الإنذار في بلدات جنوب إسرائيل وميناء عسقلان مما دفع السكان للإسراع إلى المخابئ للاحتماء من القنابل. وأصيبت عدة منازل وقال الجيش إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت أكثر من مئة صاروخ وقذيفة مورتر. وردت إسرائيل بعشرات الضربات الجوية على مبان في غزة منها مجمع للاستخبارات تابع لحماس واستوديوهات تلفزيون الأقصى الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة بإخلائه. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أصاب في هجمات جوية يوم الثلاثاء فرقة إطلاق صواريخ وأطلق النار على عدد من المتسللين الفلسطينيين عبر السياج الحدودي مع إسرائيل. وفي غزة أغلقت المدارس والمكاتب الحكومية والبنوك أبوابها يوم الثلاثاء كما ألغيت الفصول الدراسية في بلدات إسرائيلية قرب الحدود. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر يوم الثلاثاء لبحث الخطوات التالية لإسرائيل وقال الجيش إنه أرسل تعزيزات من المشاة والمدرعات إلى الحدود مع غزة. وقال مسؤول فلسطيني "مصر والأمم المتحدة ضاعفتا من جهودهما مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الليل وصباح اليوم من أجل استعادة الهدوء ومنع مزيد من التصعيد". وتابع "الفصائل الفلسطينية قالت إن على إسرائيل أن توقف القصف أولا". * قذائف تحذيرية أفاد بيان أصدرته جماعات مسلحة في غزة أن أسدود وهي ميناء إسرائيلي رئيسي وبئر السبع أكبر مدن الجنوب الإسرائيلي ستكون التالية التي تصيبها الصواريخ الفلسطينية إذا لم توقف إسرائيل إطلاق النار. وحثت مصر إسرائيل على وقف التصعيد. أما الولاياتالمتحدة التي تعثرت وساطتها للسلام منذ حرب 2014 التي استمرت سبعة أسابيع فنددت بحماس. وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن تقديرات الجيش تفيد بأن حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية لديهما أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة مورتر من أنواع مختلفة وهي قادرة على الوصول إلى المدن الرئيسية في إسرائيل مثل تل أبيب والقدس. وفي غزة سوت القذائف الإسرائيلية أربعة مبان متعددة الطوابق بالأرض منها محطة تلفزيون وثلاثة منازل. وقال شهود إن صواريخ تحذيرية تحمل رؤوسا حربية صغيرة أطلقت أولا فأصابت دون أن تدمر الجدران الخارجية لسبع مبان. وقال عبد الله أبو حبوش (22 عاما) إن صيحات الجيران أيقظته من نومه وإنه خرج من المبنى الذي يقطنه بعد أن أطلقت إسرائيل ما تطلق عليها تحذير "الطرق على السطح". وقال أبو حبوش "الصاروخ من طائرة إف-16 دمر المبنى بالكامل" وأضاف أنه ليس لديه أدنى فكرة عن سبب قصف المبنى. وقال كونريكوس إن جميع المباني التي قصفها الجيش الإسرائيلي "مملوكة لحماس أو تديرها الحركة أو تستخدمها". وفي عسقلان حيث سقط صاروخ على مبنى سكني مما أسفر عن قتل أحد السكان وإصابة آخر بجروح خطيرة قال أحد السكان للقناة العاشرة الإسرائيلية "الدوي ما زال في أذني – قالوا لي إن سمعي سيحتاج لوقت طويل للعودة لطبيعته". وتندلع أعمال العنف من حين لآخر على الحدود منذ بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية يوم 30 مارس آذار للمطالبة بحق العودة لأراض خسروها لدى قيام إسرائيل عام 1948. وقتل أكثر من 220 فلسطينيا بنيران إسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات التي شملت اختراقات للسياج الحدودي مع إسرائيل. وأدى تقديم قطر 15 مليون دولار الأسبوع الماضي للفلسطينيين فيما يبدو إلى تهدئة الغضب في غزة. وقال نتنياهو يوم الأحد إنه يأمل في التوصل إلى "ترتيب" لتجنب حرب أخرى في غزة وتخفيف المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون. وخاضت حماس، التي يصنفها الغرب منظمة إرهابية، وإسرائيل ثلاث حروب في العقد الأخير.