لا شك ان زيارة رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية لمصر اكتسبت اهمية كبيرة في هذا التوقيت خاصة بعد طرد السفير الإسرائيلي من تركيا والاحداث التي وقعت امام السفارة الإسرائيلية في مصر والتي تم بمقتضاها نقل السفيرالإسرائيلي واعضاء السفارة الي تل أبيب في طائرة عسكرية اسرائيلية. وزيارة اردوغان ان كان ظاهرها دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وزيادة حجم التجارة الي 5 مليارات دولار سنويا وايضا زيادة الاستثمارات التركية في مصر الي 5 مليارات دولار بدلاً من 5.1 مليار دولار الا ان الجانب المهم في الزيارة الذي يسعي اليه اردوغان هو العمل علي زيادة التجارة التركية إلي مصر وزيادة تسويق المنتجات التركية خاصة في دول الربيع العربي وهي مصر وتونس وليبيا. وتركيا العلمانية بصبغة اسلامية اكتسبت من محيطها الاوروبي لغة المصالح وبالتالي يتم تسخير المسئولين الاتراك للعمل في هذا الاتجاه وهو اتجاه صحيح يجب ان نتعلمه في مصر حتي نستعيد دورنا الحضاري دون اللجوء الي مساعدة من الدول الاستعمارية القديمة. ان تركيا منذ سنوات قليلة كانت علي حافة الافلاس وقامت مؤسسات التمويل الدولية وخبراء من دول العالم ومنها مصر بمساعدة الاتراك في الخروج من أزمتهم ليرتفع متوسط دخل الفرد من 3 آلاف دولار الي 51 الف دولار سنويا اضافة الي انتشار الاستثمارات التركية في دول وسط اسيا وهي دول الكومنولث الاسلامية وقد استفاد الاتراك من قربهم الجغرافي لهذه الدول واستفادوا كثيراً من المشاركة في اعادة بنائها وضخ المنتجات التركية فيها ولتصبح تركيا من أكبر 02 اقتصادا علي مستوي العالم. إننا في حاجة للاستفادة من التجربة التركية لكي تنطلق مصر الي رحاب التقدم في ظل ثورة 52 يناير وفي اطار دولة مدنية بصبغةاسلامية.