الشرقية - سناء عنان : يتسابق أفراد القوات المسلحة والشرطة للحفاظ علي أرض الوطن وحمايته وصنعه البطولات التي خلدت اسماءهم في كتب التاريخ بعد ان ضحوا بحياتهم ودمائهم من أجل أن تظل شمس الوطن ساطعة أقوي من كل الغيوم العابرة، من بين هؤلاء الأبطال رقيب قوات مسلحة محمد علي احمد 23 عاما ابن قرية الطيبة مركز الزقازيق والذي استشهد يوم 8 يناير عام 2015. اثر إصابته بطلق ناري بعد ان قتل العديد من الإرهابيين الذين حولوا اختراق الكمين الذي يؤدي فيه واجبه الوطني بجنوبسيناء. ويقول والد الشهيد علي احمد علي 66عاما عامل زراعي إن البطل كان وطنيا حتي النخاع ويعشق تراب وطنه وكان يحلم بارتداء الزي العسكري والانضمام إلي كتائب الرجال الذين يدافعون عن أرض الوطن ضد الإرهاب الأسود وأثناء دراسته بالثانوي الصناعي علم بفتح باب التطوع للقوات المسلحة فبادر بالتقدم بأوراقه لتحقيق حلمه الذي كان يراوده واجتاز الشهيد الاختبارات بكفاءة وبعد مرور 6 اشهر تخرج من معهد ضباط الصف بالتل الكبير عام 2011 وتم توزيعه علي سلاح المدفعية بمنطقة جنوبسيناء وتم إلحاقه بأحد الاكمنة وكان سعيدا بعمله وكنت خائفا عليه ولكنه كان فرحاً بتواجده في سيناء ودائما يقول لي ان ابنك راجل لا تخف عليه أنا مش اقل من زملائي الذين يدافعون عن أرض الوطن ضد الإرهاب الأسود . ويقول والد الشهيد إن الارهابيين ليس لهم دين ولا ملة ولا يعرفون شيئا عن الإسلام والله لو كفرة ما هيعملوا كده في خير اجناد الارض ويلتقط أنفاسه قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة وقد احتسبت نجلي شهيدا عند الله ويكفيني فخرا أنني والد الشهيد. وأكد والد البطل ان الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة لم ينسوهم حيث قاموا بتوفير فرصة حج له ولزوجته وأطلقت الدولة اسمه علي الكوبري الكائن بمدخل قريته وعلي مدرسة بجنوبسيناء.. تم دعتنا في اللقاءات التي شهدها الرئيس السيسي بتكريم أسر الشهداء. وأوضح أن الشهيد كان أصغر ابنائه وله شقيقان احمد 34 عاما حاصل علي بكالوريوس تجارة الذي وفرت الدولة له فرصة عمل في ديوان عام المحافظة وأميرة 23 عاما ربة منزل. أما والدة الشهيد سعيدة عبد الحميد محمد ربة منزل 62عاما فقد انخرطت في البكاء وقالت لقد كان نجلي الشهيد شجاعا وطموحا وكان يطالبني بالدعاء له بالشهادة وعندما أقول له بعد الشر كان يقول لي إن الشهادة عمرها ما كانت شر ولكنها شرف وكرامة... وانهمرت دموعها وقالت: منهم لله القتلة قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي ربنا يحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم لقد حرموني من فرحتي به ورؤيته عريسا وبدل أن يزف الي عروسه تم زفافه الي جنة الخلد ثم أجهشت في البكاء قائلة: إن نجلها آخر العنقود وكان قد عقد قرانه علي ابنة قريته عام 2014 وحدد موعد زفافه الي عروسه في شهر أبريل عام 2015 إلا أن القدر لم يمهله حيث اغتاله الإرهاب الأسود دون رحمة وتلتقط أنفاسها قائلة إن الشهيد كان حنونا وطيب القلب ومتدينا وكان يؤدي الصلاة في أوقاتها وحاولت إقناعه لنقله من موقعه الا أنه رفض بشدة مؤكدا أنه لم يترك موقعه الا بعد استرداد حق الشهداء وان الاعمار. بيد الله وقال إن الموت لوجالي وانا جنبك تقدري تحوشيه ويكفيني فخرا انني والدة الشهيد وانني قدمت اغلي ما عندي هدية لمصر. ويقول شقيق الشهيد احمد علي احمد 34عاما محاسب إن الشهيد كان شعلة من النشاط مليئا بالأمل وطموحا وشجاعا لا يخاف الا الله كان وطنيا من الطراز الأول وكان يتسابق مع زملائه في تأمين وطنه والدفاع عنه ويستطرد قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة معدومي الضمير الذين حرموني من أخي الوحيد وصديقي وسندي في الحياة، وتوجه شقيق الشهيد برسالة محبة وتقدير الي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ مصر من مخطط التقسيم ونجح في اعادتها لمكانتها الطبيعية.