التقيت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عدة مرات، في مناسبات عديدة، طوال السنوات الماضية، وآخرها مساء الثلاثاء الماضي، خلال وجوده بالقاهرة، في اطار التنسيق والتشاور المشترك والدائم بين مصر والسلطة الفلسطينية، وأيضا لحضور الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية الذي انعقد منذ يومين. وزيارة أبومازن هذه المرة لها أهمية خاصة، فهي تأتي كضرورة في هذا الوقت بالذات، وقبل ذهابه إلي نيويورك حيث مقر الأممالمتحدة ومجلس الأمن، لطرح الطلب، والأمل، الخاص بالاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية، في المنظمة الدولية.. ومن هنا تأتي أهمية التنسيق الكامل والشامل، من وجهة نظر الرئيس الفلسطيني، مع مصر ومع جميع الدول العربية، وهو تنسيق لازم لحشد التأييد الدولي للطلب الفلسطيني، حتي يتحقق النصاب اللازم لتحقيق مطلهبم، رغم العقبات العديدة التي تواجه هذا المطلب الآن. وأولي العقبات التي تواجه المطلب الفلسطيني بالقطع هي إسرائيل، الدولة المحتلةلفلسطين ، والتي تري في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وقبولها عضوا كامل العضوية في المنظمة الدولية، بداية النهاية لوجودها العدواني والتوسعي، ولهذا فهي تشن حربا شرسة ضد هذا القبول، وتستخدم في هذه الحرب كل الأسلحة الممكنة والمتاحة. وأول الأسلحة الإسرائيلية، في هذه الحرب علي المستوي الدولي، هو بالطبع الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تقول عن نفسها إنها راعية سلام الشرق الأوسط، في حين انها منحازة تماما ودائما لإسرائيل، ولا تخفي هذا الانحياز، ولا تداريه علي الاطلاق. والولاياتالمتحدة أعلنت انها سوف تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع الموافقة علي الطلب الفلسطيني، وأيضا ستبذل غاية الجهد لمنع الوصول إلي الغالبية الدولية المطلوبة لقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية بالأممالمتحدة. وأبومازن رغم ذلك يصر علي الذهاب لنيويورك وتقديم الطلب يوم 32 سبتمبر الحالي، ويقول ان الحق معهم في مواجهة الباطل الإسرائيلي، والانحياز الأمريكي. ويوم 23 سيكون الجمعة القادمة،..،فهل يتذكر العرب فلسطين ويدعون لها في يوم الجمعة القادم ؟!