نعم.. هي عين عوراء للاسف وليست حمراء تلك التي تحاول الحكومة اظهارها في كل مرة تواجه فيها البلاد أعمال البلطجة والتخريب وآخرها اقتحام السفارة الاسرائيلية بالجيزة.. فقد اعتادت الحكومة مواجهة حالات البلطجة والانفلات الامني والاخلاقي.. وما أكثرها في الفترة الاخيرة.. باطلاق التصريحات النارية مثل تطبيق قانون الطواريء وإحالة المتورطين لمحكمة امن الدولة.. الضرب بيد من حديد علي ايدي البلطجية.. وهكذا تصريحات »ما تخرش المياه« مثلما يقال ثم ننتظر لنري تطبيقها علي أرض الواقع فيطول إنتظارنا ثم لا نجد شيئا.. فلا تطبيق لقانون الطواريء ولا الضرب بيد من حديد علي ايدي البلطجية.. الامر الذي شجع علي التمادي في احداث البلطجة ووصل بنا الامر لنظهر امام العالم في صورة شعب همجي لا يعرف احتراما لمقار البعثات الاجنبية علي ارضه أو أعرافا دبلوماسية تفرض عليه حماية جميع اعضاء السفارات الاجنبية الموجودة بالبلاد.. وبعد ان كنا نطالب بتعديل بنود معاهدة السلام بيننا وبين اسرائيل اصبحت اسرائيل تتحدث عن الحماية الواجبة لسفاراتها بالخارج واعطيناها - علي طبق من فضة- الذريعة لذلك هي ومن يواليها من اصدقائها. فما الذي يراد لمصر.. وما الذي يخطط لها من الخارج أو من الداخل.. ومن الذي يخطط وكيف نجلس لنتفرج علي حفنة قليلة من البلطجية- ويستحيل ان يكونوا من ثوار يناير الاطهار الشرفاء- نتفرج عليهم وهم يقودون البلد نحو الانهيار ونحو السقوط.. اين جيشنا الباسل واين عيون الشرطة الساهرة. هل نامت ام »عملت نفسها نايمة« ومتي ستستيقظ اذن ان لم تستيقظ الان. هل بعد خراب مالطة.. إن البلد بالفعل في محنة حقيقية و»ثورة البلطجية« باتت تهدد ثورة يناير المجيدة ولابد من مواجهة قانونية حازمة لما يحدث بعيدا عن سياسة ضبط النفس والطبطبة التي اعتدنا اللجوء اليها عند مواجهة الازمات.. نريد ان نري تصديا حقيقيا للبلطجة في الشارع المصري والتي اصبح من الواضح ومن المؤكد انها مستأجرة لخدمة مخططات عدائية تهدف لجر البلد نحو الهاوية.. واذا كانت حكومتنا عاجزة وضعيفة فلنستبدلها بحكومة قوية وقادرة علي العمل الجاد علي ارض الواقع ولا تكتفي بفرقعه اعلامية من خلال تصريحات كاذبة وخادعة.. لم تعد تنطلي علينا ولم نعد نصدقها.. ولنكف في الوقت نفسه عن تنظيم المليونيات.. كفانا فوضي وكفانا خرابا وكفانا شللا رباعيا اصاب جميع مواقع الانتاج في مقتل.. ماذا تريدون يا اصحاب المليونيات لمصر.. هل تريدونها ان تظل محلك سر أم تريدون لها العزة والرفعة والرقي.. اذا كنتم تحبون مصر فلتكونوا قدوة لجميع رجالها شبابا وشيوخا والمثال الحي الذي يتفاني من اجل خدمتها والنهوض بها.. اذهبوا الي ميادين العمل وترجموا حبكم لمصر علي أرض الواقع عطاء وإنتاجا في جميع المجالات.. ولا نريد ان نسمح اي تشدق بهذا الحب المزعوم شفاهة بل نريد ان نري عملا دؤوبا يحقق لمصر كل ما تصبو اليه من تقدم تستحقه منذ زمن طويل. وثقتي في الله سبحانه وتعالي كبيرة في حفظه لمصر.. فهي أرض الكنانة.. وما أرادها أحد بسوء إلا رد الله كيده في نحره وبين ايدينا كتب التاريخ التي تروي لنا كيف حفظ الله مصر علي مدي أجيال وأجيال وما رماها رام وراح سليما.. من قديم عناية الله هي جند مصر.. ولذلك ستظل مصر خالدة. أما للدنيا ومهدا للحضارات رغم أنف الحاقدين والكارهين ورغم أنف البلطجية المأجورين لتخريب البلد.