رفض يوسف بن علوي عبدالله وزير الدولة العماني للشئون الخارجية وعميد الدبلوماسيين العرب وصف مذيعة احدي القنوات الفضائية لبلده سلطنة عمان بأنها تقوم بدور الوسيط بين أطراف القضية الفلسطينية، اللقاء تحدث فيه يوسف بن علوي أول أمس تعليقا علي زيارة رئيس وزراء إسرائيل للسلطنة ولقائه بالسلطان قابوس. قال الوزير إن عمان تقوم بالتيسير بين الأطراف المختلفة تجاه أي قضية من القضايا عربية كانت أو إقليمية مشيرا إلي ضرورة وجود رغبة لدي الطرفين أو الأطراف. يوسف بن علوي أشار إلي أن زيارة بنيامين نتنياهو سبقتها زيارة محمود عباس »أبومازن» رئيس الوزراء الفلسطيني والزيارتان تمتا بطلب من كل منهما وجه إلي السلطان قابوس في إطار ثنائي، وأشار إلي أن السلطان طرح علي عباس ونتنياهو رؤيته ووصفها أنها كانت محل قبول واستحسان. الوزير العماني قال أيضا: انه ليس لدينا خطة للسلام ولسنا وسطاء ويبقي الدور الأمريكي هو الرئيسي. أما في البيان المشترك الذي صدر عن الزيارة فقد أشار إلي انه تم التطرق إلي سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.. وكان البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وصف الزيارة بأنها خطة ملموسة في اطار تنفيذ سياسة رئيس الوزراء التي تسعي إلي تعزيز العلاقات مع دول المنطقة من خلال ابراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد. لاشك أن الزيارة كانت مفاجأة أيدها من أيدها وعارضها من عارضها خاصة علي صفحات التواصل الاجتماعي، ونسي المعارضون انها ليست المرة الأولي التي يزور فيها مسئول إسرائيلي رفيع المستوي العاصمة مسقط حيث زارها اسحاق رابين عام 1994 كما زارها وقطر شيمون بيريز عام 1996. وجري التوقيع علي اتفاقية فتح مكاتب تمثيل تجاري في البلدين. المتتبع للسياسة الداخلية العمانية في التعامل مع المناوئين للانتفاضة التي قادها السلطان في 23 يوليو 1970 يجد أن الحكمة واتساع الأفق وبعد النظر كلها كانت عوامل كفيلة باستقطاب المناوئين واندماجهم مع جموع الشعب العماني في تحقيق النهضة الشاملة التي تحولت معها السلطنة من حال إلي حال، وهو ما لمسناه لفريق عمل ضمن العديد من الزملاء في الاخبار شارك طوال الثمانينيات في العمل بالصحافة العمانية. أما في مجال السياسة الخارجية فإن للسلطنة رؤية متفردة تجاه كل ما اعتري المنطقة العربية والاقليمية جعلتها صاحبة خيط يربطها بكل الأطراف كما حدث في المقاطعة العربية لمصر عام 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد فكانت عمان الدولة الوحيدة التي ابقت علي علاقتها مع مصر كما أنها ادت دورا لا يخفي علي أحد خلال الحرب العراقية الايرانية وغيرها من الأزمات والقضايا العربية والاقليمية. المتأمل لصورة السلطان قابوس ومعه نتنياهو وهو يشير إلي خريطة لم تتضح معالمها في الصورة يخرج بانطباع ان السلطنة كان من الممكن تتقوقع علي نفسها ولا تبالي بما يجري حولها عربيا واقليميا خاصة ان موقعها الجغرافي وتضاريسها يتيح لها التشرنق والانكفاء علي الذات، لكنه الفكر العماني وبعد النظر الذي تتسم به في سياستها الخارجية وربما تكون زيارة الرئيسين ابومازن ونتنياهو الخطوة الاولي أو خطوة جديدة في صفقة القرن.