الانفلات طال كل شئ، من فوضي الشوارع التي تحولت لغابة بسبب الغياب المروري وماتحويه من بلطجة وسوء سلوك وتدني أخلاق، ألفاظ خارجة واستخفاف بالناس وتطاول علي السيدات،تلاشت القيم وضاعت الأخلاق.. شكاوي مريرة من ارتفاع غير مبرر للأسعار وعجزنا عن الترشيد والمقاطعة وكل واحد يقول وأنا مالي. حالات غش متعددة بدأت من غش التقاوي والمبالغة في سعر البيع للخضر والفاكهة رغم شرائها من المزارعين بسعر متدنٍ، اختفت الرقابة والسبب بلادة الناس وتراخيهم ورمي كل الهموم علي الدولة. تراجع الأخلاق وفساد الذمم والتكالب علي الحياة جعل كل فرد يفكر في نفسه فقط، تاجر الفراخ يشكو من تاجر الخضار وكل واحد يرمي همومه علي الآخر ولوتوقف كل واحد لحظة وفكر فيما يقوم به وراجع نفسه لعرف أنه مستغل، فشلنا في مقاطعة حقيقية مثلما يفعل الغرب لكننا اكتفينا بهرتلة مواقع التواصل وعجزنا عن تطبيق حلول إيجابية. فوضي الأسعار تحتاج لوقفة من المستهلكين وترشيد حقيقي والبعد عن سياسة التخزين وعودة للدين رحمة بالناس، فهل يعقل أن يصل سعر كيلو البطاطس إلي 18 جنيها؟ اكتفينا بالتريقة والتهريج علي الفيسبوك ولم نفكر في موقف ايجابي، بكل المقاييس والحسابات لاتخرج هذه الأسعار من عند الفلاح بل هناك سلسلة من الفساد والجشع يتحكم فيها عصابة من التجار الجشعين، ولايختلف وضع البطاطس عن الطماطم عن باقي أنواع الفاكهة وباقي السلع والمنتجات، عربدة التجار تتواصل رغم رقابة الدولة وحملات التفتيش لكن غياب الضمير وسلبية المستهلكين عززت منظومة الفساد بتجار لا يملكون ضمائر ولا يتحلون بالأخلاق. فوضي الأسعار لاتختلف كثيرا عن الفوضي التي حلت بشوارعنا وصارت عشوائيات، منظومة الفساد تواجه كل جميل بالقبح وتضغط لتكسر كل قواعد القانون، تفنن الناس في كسر الإشارات وتلذذوا بالسير عكس الاتجاه وصار منهج حياة. أسواق عشوائية في كل مكان، ومحلات وورش زحفت علي الأحياء الراقية ومصانع في قلب العمارات. تجربة مريرة يعيشها سكان القاهرة الكبري بفوضي الشوارع وتغلغل العشوائيات، وهناك أمثلة حية آخرها ماحدث الأسبوع الماضي بتقسيم عمر بن الخطاب بجسر السويس حيث قامت حملة مكبرة من مديرية امن القاهرة والمحافظة والحي لوقف التجاوزات التي حولت الحي الهادئ لعشوائيات، واستولي تجار القماش علي الجراجات وحولوها لمعارض أقمشة تهدد حياة السكان في تحد صارخ للدفاع المدني وكل قواعد الأمن.. الغريب إنه بعد انصراف الحملة بدقائق عادت الفوضي لشوارع المنطقة وسدت سيارات النقل المحملة بالقماش كل المنافذ وكأنهم يخرجون لسانهم للشرطة وعادت البلطجة لمنطقة تقسيم عمربن الخطاب من جديد. الفوضي والبلطجة تتواصل ولن تستطيع الدولة وقف هذه المهازل إلا بتكاتف المواطن والتخلي عن السلبية والعودة للأخلاق والبعد عن الفهلوة.