من دون حلول واقعية، فإن أي اجتماعات مع جماهير الملاعب لن تسفر عن انقاذ حقيقي لملاعب الكرة من فوضي الشغب وأعمال العنف التي سادت في الأيام الأخيرة. وقبل أن يلتقي وزير الداخلية منصور عيسوي مع قيادات اتحاد الكرة والأندية الجماهيرية وأفراد من جماهير الالتراس يمكننا ان نطرح رؤية متواضعة للوصول بحل واقعي لأزمة الأمن في الملاعب والتي باتت تهدد حياة الناس كلهم وليس جماهير وملاعب الكرة وحدها.. مع انتقال عدوي التوتر والعنف إلي الشارع. ليس من المنطقي أو المفهوم أن يتولي ضباط وجنود الأمن المركزي أداء خدمة امنية باستاد رياضي علي مدي يوم كامل وطوال ساعات من الارهاق والعمل الشاق.. دون ان تقدر بعض الجماهير الغاضبة كل هذه الاعباء البدنية والنفسية التي يتحملها رجال الامن فيكون جزاؤهم المزيد من العنف والخروج عن القانون، أو ان يرد احد رجال الشرطة بتجاوز اكبر ويتحول جنود الشرطة إلي فئة تحاول ان تأخذ حقها بذراعها! المخرج الحقيقي والواقعي لأزمة امن الملاعب نراه في ايجاد خدمة امنية مدفوعة الأجر وثابتة العناصر ومحددة الأهداف والاماكن. هذا ليس جديد اولا بدعة لان حراسة الشرطة للبنوك والسفارات والهيئات الدولية والمنشآت الخاصة غالبا ما تكون بمقابل مادي حتي وان لم يكن معلنا، فلماذا تبقي الخدمة الامنية في ملاعب كرة المحترفين التي تدر الملايين من الجنيهات علي كل أفرادها. فكرتنا تقوم علي ان تقوم مديرية الامن بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي في المدينة التي يتبعها الاستاد الذي تقام عليه مباراة كل ناد »الاهلي يتبع مديرية أمن القاهرة والزمالك في الجيزة« بتخصيص وحدة ثابتة من الضباط والامناءوالجنود تكون مهمتها تأمين مباريات هذا النادي الذي تقع مديرية الامن في نطاقه، علي ان يقوم اتحاد الكرة باستقطاع نسبة مئوية ثابتة من مستحقات كل ناد من عملية بث المباريات، ولتكن بقيمة عشرة آلاف جنيه فقط عن كل مباراة مقابل الخدمة الامنية فيها. وهنا تبرز عدة ايجابيات للفكرة: تثبيت عناصر الأمن المسئولة عن تنظيم كل مباراة لنفس النادي تخلق ألفة بين الضباط والجنود مع الجماهير وقيادات النادي والاستاد، كما ان هذا التثبيت لعناصر الأمن مقابل خدمة مدفوعة الأجر يدفع فرد الأمن لأداء مهني أفضل ويتعرف جيدا علي عناصر الشغب من الجماهير ويحفظ مداخل ومخارج الاستاد ومقاعده وعناصر الجمهورة وقياداتها وظروف كل مباراة ودرجة حساسيتها وأهميتها، كما يخلق هذا علاقة ايجابية بين الجماهير وأفراد الأمن الذين قد يخلق ظهورهم في »زي رياضي« ثابت جوا ايجابيا بعيدا عن حساسية، كما ان حسن اختيار افراد الأمن من الضباط والجنود من المهتمين بالشأن الكروي ويفضل من المنتمين لنفس النادي، يجعل من فترة خدمتهم بالاستاد في المباريات فسحة ونزهة مشوقة ومفضلة لهم وليست تكدير او تعذيبا لهم.