ذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أمس أن الأزمات القائمة حاليا مع مصر وتركيا تعطي إشارة إلي ما وصفته ب"تسونامي سياسي" يجتاح إسرائيل. وقالت الصحيفة أمس إن "التسونامي السياسي الذي تنبأ به وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد حصل قبل الإعلان المرتقب عن الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة". وأضافت أن المخاوف التي أثارها "الربيع العربي" في إسرائيل تحققت في نهاية الأسبوع الحالي، عندما اقتحم المتظاهرون السفارة المصرية في القاهرة، وطرد المصريون الدبلوماسيين الإسرائيليين. وأوضحت أنه "بعد 7 شهور من إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك يمزق متظاهرو التحرير الرموز البارزة لاتفاقية السلام؛ وهو العلم الإسرائيلي الذي يرفرف منذ 31 عاما، ولا يبدو أنه سيتم رفعه مرة أخري في المستقبل المنظور". وقالت الصحيفة إن المؤرخين الذين سيكتبون مستقبلا عن انهيار اتفاق السلام "الإسرائيلي المصري" سوف يبدأون القصة من السنوات الأخيرة لنظام مبارك، حيث فقدت القاهرة السيطرة تدريجيا علي سيناء، وتحولت إلي منطقة ل"مهربي السلاح والنساء واللاجئين الأفارقة"، إضافة إلي التآكل التدريجي لاتفاقيات نزع السلاح التي أبعدت الجيش المصري عن سيناء، وذلك منذ "فك الارتباط" من قطاع غزة، وبوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة. وأضافت أن مصر طلبت المرة تلو المرة، وحصلت علي موافقة إسرائيلية، علي نشر المزيد من الجنود والسلاح بالقرب من الحدود مع إسرائيل "بشكل مؤقت" وذلك لفرض النظام والأمن في سيناء. وأشارت الصحيفة إلي أن قيام وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بالتعبير عن الأسف لمقتل الجنود المصريين علي الحدود، والتعهد الإسرائيلي بإشراك مصر في التحقيق، لم يعن الرأي العام المصري، حيث تواصلت المظاهرات، وبعد أسبوع من طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة بسبب الغضب علي مقتل مواطنين أتراك في أسطول الحرية إلي قطاع غزة، تم طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، بفارق وحيد هو أن الحكومة التركية هي التي بادرت إلي خفض مستوي العلاقات، وفي مصر فإن من فرض ذلك هم المتظاهرون في الشارع في حين تعارض السلطات المصرية ذلك.